حين يبوح الأسير رسالة من سمير القنطار إلى أحمد سعدات
رفيقي أحمد سعدات، البحر والجرمق وزهور الوطن والأرض كانت تقاتل معك هناك في سجن الإمبريالية في أريحا. كم كان المشهد حزينا ووقحا واستفزازيا. آه ما أقسى الخيانة. لو كنت تملك رصاصة لوجهتها إلى صدور الغزاة برابرة القرن الحادي والعشرين. أنا أعلم أنك كنت تقاتل باللحم الحي وترفض الخضوع. أنا أعلم أنهم خدّروك بالغاز ولم تستسلم.
اليوم سقطت، وللمرة المليون، كذبة الاتفاقات والمواثيق والضمانات الدولية. اليوم ثبت أن أميركا وإسرائيل توأمان لا يفترقان. اليوم ثبت أن بلفور هو نفسه سترو. اليوم كتبت للمرة المليون ورقة نعي الميثاق العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف وكل أكاذيب الأمم المتحدة. ما جرى في أريحا يجب أن يعيد توجيه بوصلة المراهنين في فلسطين ولبنان وكل العالم العربي على اتفاقيات هدنة أو سلام. اعتداء (الأمس) هو رسالة إلى كل المراهنين على أميركا التي تدعي نشر الحرية والديمقراطية، حرية التوابيت المصنعة على عجل لدفن الموت المعجل المكرر في العراق، حرية ثورة دوبريانْسكي، التي أسمتها (ثورةَ الأرز اللبنانية) والتي واكبتها جمعية (روح أميركا) وستنهيها مصالح جمعية دفن الموتى من مقرها الدائم في البيت الأبيض. رفيقي أحمد، أهلا بك معتقلا برأس مرفوع وهامة لن تستسلم لسياط الجلادين في السجن الأصيل بعد أن هدموا السجن البديل. زئيفي في قبره، أبو علي مصطفى في عليائه، وأنت في عرينك الذي اشتاق إليك، تصرخ: «أنا احمد العربي» وليس من مجيب. سلام لك مني ومن مروان وعبد الرحيم وكل الرفاق، وعلى أمل اللقاء القريب لنكمل سوياً معركة الحركة العربية الأسيرة التي ستهزم القيد.
■ سمير القنطار- معتقل هدرايم، فلسطين