حراك طلابي في جنوب أفريقيا:  «بريكس» ليست خارج القوانين التاريخية

حراك طلابي في جنوب أفريقيا: «بريكس» ليست خارج القوانين التاريخية

تجددت أعمال العنف خلال الأسبوع الماضي في العديد من الجامعات في جنوب إفريقيا، عقب قرار الحكومة، ذات التوجهات النيوليبرالية، زيادة الرسوم الجامعية. وتطلب الأمر تدخلاً قوياً للشرطة لتفريق الطلاب الغاضبين في إحدى الجامعات، وألقي القبض على أكثر من 30 طالباً خلال هذا التدخل.

 

 

نضالات الطلاب لم تحقق فقط نصراً كبيراً بتلبية مطالبهم في وقت سابق, بل فتحت ثغرة في السياسة النيوليبرالية المتبعة من طرف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي .

وتعد جامعات جنوب إفريقيا مسرحاً للمظاهرات منذ عام 2015، حيث يرفض الطلاب الزيادة في الرسوم الجامعية، وهو الإجراء الذي يتضرر منه على الخصوص الطلاب الفقراء. وتعكس هذه المظاهرات الشعور بالإحباط الذي يسود في البلاد، إزاء استمرار عدم المساواة لأكثر من عقدين بعد نهاية نظام التمييز العنصري.

ولا يزال الولوج إلى التعليم الجامعي أضمن طريقة للحصول على عمل في بلد نصف شبابه تقريباً معطلون عن العمل, لكنه يبقى باهظ الثمن: إذ تتراوح تكاليفه بين 3000 و4500 يورو في السنة حسب الدراسات. وبعبارة أخرى، يبقى التعليم بعيداً عن متناول الكثير من السكان الذين يعيش نصفهم تحت خط الفقر. بالتالي، فإن العديد من العائلات مجبرة على الاختيار من بين أبنائها واحداً فقط من شأنه أن يتابع الدراسة, وفي كثير من الأحيان, على الرغم من التضحيات المالية المبذولة، يضطر الشباب للحصول على قروض لتمويل دراستهم.

كانت احتجاجات الطلاب نضالات ضد السياسة النيوليبرالية للحكومة التي كان يرزح تحتها أغلبية السكان. وانتقلت شخصيات لامعة كأحمد كتراضة، زميل نيلسون مانديلا في السجن, رغم كبر سنه (86 سنة) لدعم احتجاجات الطلاب، واستقبل بهتافات الشباب الذين رددوا أناشيد سنوات الكفاح ضد الفصل العنصري، مستلهمين تعبئة طلاب سويتو سنة 1976 التي هزت سلطة الحكم العنصري في لحظة كان يبدو على يقين من قوته.

وأعطى وزير التعليم العالي، بليد نزيماندي، بداية الأسبوع الجاري، «الضوء الأخضر» لرفع الرسوم الجامعية. واضطرت حكومة جنوب إفريقيا، العام الماضي، أن ترجع عن إقرار هذه الرسوم عقب انطلاق حركة وطنية تندد بهذه الزيادات.

وقال الوزير إن الحكومة تشدد على زيادة الرسوم باعتبارها «إجراءً ضرورياً» لمعالجة الصعوبات المالية الخطيرة التي تواجهها الجامعات.