«قمة الاستماع»: لا إملاءات بعد الآن..!
الغرب ليس لديه ما يقدمه. الركود يسيطر على أوروبا، إنهم يعيشون في جو من الخوف والذعر، ويتقاتلون مع بعضهم. الولايات المتحدة في حالة من الفوضى، بغض النظر عمن سيصبح الرئيس الجديد للإمبراطورية الآفلة.
في قمة العشرين نوقش التكامل الأوراسي بالشروط الصينية. مزيد من التكامل بين الغرب وآسيا، ومزيد من المطالبة بالمؤسسات الدولية. تحدث الصينيون أيضاً حول منظمة التجارة العالمية. هم يريدون التوسع في الاقتصاد العالمي للتلويح بما يشبه فرصة أخيرة للعمل داخل آلية منظمة التجارة العالمية، وهم لا يحبون ما تحاول الولايات المتحدة القيام به الآن.
إن الولايات المتحدة تحاول تغيير الجغرافيا السياسية من خلال اتفاق الشراكة والاستثمار عبر الأطلسي TTIP، هم يريدون السيطرة على التجارة بين الولايات المتحدة وأوروبا والتجارة بين الولايات المتحدة وآسيا، متجاوزين الصين وملتفين حول روسيا. إنهم ينسون أن روسيا والصين لديهما الآن شراكة استراتيجية. وكلاهما يشارك في بفعالية في أوروبا وآسيا.
إذا نظرنا إلى لغة الجسد في قمة العشرين، يمكننا أن نرى كيف تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ بشكل جيد جداً مع بعضهما البعض، وكان الفرق واضحاً مع الزعماء الغربيين. هذا لأنهم يعرفون أنه ليس لدى الغرب ما يقدمه.
الصين تريد أن تكون قائدة مع روسيا للعالم النامي. ولأنها ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم فهي تتجه نحو المزيد من التقارب على مستوى العالم، بدءاً من التكامل بين آسيا وأوروبا الذي تستفيد منه الكثير من البلدان النامية.
وواحدة من المسائل السياسية، التي نوقشت، كان الوضع في سورية. اجتمع بوتين وأوباما وجهاً لوجه لمدة ساعة ونصف، وهو وقت طويل. من قبل، كان هناك نقاش لمدة أربع ساعات بين الوفدين وكان هناك أيضاً لقاء بين كيري ولافروف.
قمة العشرين هذه مهمة جداً لأن الغرب ربما لأول مرة في تاريخه الطويل من العنجهية والسيادة على العالم قد ذهب إليها هذه المرة للاستماع فقط وليس لإملاء أي شيء على الدول الأخرى التي عانت كثيراً منه سابقاً..!