بينا وبينك يا حكومة مبارك... دم
قبل 6 ابريل كان البعض يسألني متشككاً.. هل سيستجيب الناس؟ هل سينجح الإضراب... كنت أجيبهم: فوق أي توقع... وسترون... لم تكن إجابتي ادعاء حكمة مسبق ولا تنجيماً.. بل قراءة للواقع وحال الناس الآن... رسائل أحملها لكثيرين:
1. هؤلاء الذين أمطروا الشعب المصري اتهاماً.. لكونه- في نظرهم- سلبي ويستحق السحق!!!... بالله عليهم أين هم الآن والشعب المصري يدفع دمه لقاء لقمة العيش.. ولقمة العيش هنا ليست تعبيراً مجازياً... بل هي تعبير حرفي.. هؤلاء الذين جفت حناجرهم هتافاً ونداءاً ليتبعهم الشعب المصري -ومازالوا- يهجونه لكونه لم ينجر خلفهم كالقطعان.. أين هم من المحلة وشهدائها؟
أم هم فقط حاضرون حين تقطف الثمار وتقسم الغنائم؟!! سألتني صديقة في حالة هلع.. هل أخطأنا حين شاركنا في نداء الإضراب؟ فقد راح ضحيته شهداء واقتلعت عيون من مآقيها؟ فأجبتها: هم يدفعون ثمناً لمطالبهم.. وأثق في ثباتهم لن يتراجعوا ولن يساوموا...هم أكثر الناس دراية بما دفعوه من ثمن.. لذا لن يهدروه.. لكني أضع يدي على قلبي من قيادات القاهرة- عاصمة الاستثمار السياسي- وأتساءل بهلع أكبر.. أية صفقة سيعقدونها الآن مع الحاكم؟!!
فكلما اشتعل الوضع في مصر المحروسة...علت رؤوس تجار الضحايا.. سماسرة الأوطان من الساسة.. كبار سوق النخاسة ممن يسمون أنفسهم «قيادات» بأي ثمن بخس سيبيعون دماء شهداء المحلة؟!!
2. شكراً للحكومة وأجهزتها الأمنية.. فلولاها لمر الإضراب بسلام دون أن يشعر به أحد.. ولكنها أبت بذكاء شديد إلا أن تسجل أمجادها على أجساد الجوعى والأشقياء!!...لتكتب بيديها بداية نهايتها.. شكراً للحكومة وأجهزتها الأمنية.. لأنها تعلمنا درساً في كيفية مواجهتها.. و«سلمولي أوي جداً خالص» على «بتوع التغيير السلمي».. على طريقة غاندي وأوكرانيا.. يا بتوع أوكرانيا اتعلموا من المحلة ولو درساً واحداً.. لأن «أكبركم ميجيش مسمار في نعل واحد من عيال المحلة» اعرفوا يعنى إيه مصر ويعنى إيه شعب مصر؟؟ كان الوضع قبل المحلة ملتبساً.. كان رجل الشارع يسأل هل أحارب بلدي؟ في فلسطين والعراق الوضع أسهل.. هناك عدو واضح.. محتل عسكري أجنبي... أما هنا فمن نواجه؟ عساكر الأمن غلابة زي حالاتنا.. ولادنا وأخوتنا العساكر دول.. الآن لم يعد هناك التباس.. فالوكيل المحلي لا يفرق كثيراً عن المحتل الأجنبي.. كلاهما يسرق قوت الشعب وعرقه.. كلاهما يقتل ويسجن ويعذب ويستعبد أهل البلد.. كلاهما مصالحه ضد البلد وناسها
صحيح أن هناك تداعيات وأحداثاً سبقت أحداث الإضراب الأخير.. منها الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. لكن في المحلة بدأت المواجهة الكبرى
بين الناس والحكومة، الناس العادية.. رجل الشارع البسيط. ياريت «القيادات» على كل لون ترجع للخلف عشر خطوات وتتأمل الصورة كويس وتحاول تتعلم حاجة عن الناس دي. وأبشر الحكومة- بكل أجهزتها الأمنية- لن يمر الوضع في المحلة بسلام.. وستنتقل العدوى.. وستنتشر.. ولن تفيدكم عصا الشرطة ولا كل مصفحاتها.. ولا حتى «القيادات» ولا أي من صفقاتكم معهم حتى لو نجحتم في قمع المحلة... المواجهة بدأت والناس مش حترجع بيوتها تاني
إعلان سقوطكم مسألة وقت.. وستسقط معكم كل قيادات التجار وسوق النخاسة برمته..
ويا حكومة بينا وبينكم.. دم.. عارفين يعنى إيه دم؟؟؟
■ مجموعة التقدم البريدية