عسكريون أمريكيون يدربون القوات الجورجية على أعمال تخريبية
في الرابع عشر من أيلول 2008، اصطدمت شاحنةٌ تابعة لقوات حفظ السلام الروسية بقنبلة على حافة طريقٍ في أبخازيا. من غير المعقول أن يكون الأبخاز وراء هذا الاعتداء، فأبخازيا تريد من الروس الحفاظ على السلام في أراضيها. اتهمت الحكومة الأبخازية قوات خاصة جورجية بأنها وراء هذا الهجوم على قوات حفظ السلام الروسية.
في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، جرى تكليف الجنود الروس بحفظ السلام تحت راية رابطة الدول المستقلة، وهي منظمة للجمهوريات السوفييتية السابقة، كنتيجة مباشرة للاتفاقات المعقودة بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا (قبل الأحداث التي بدأت في الثامن من آب بكثير).
قامت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وروسيا باتهام جورجيا بتنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية ضد الأبخاز والأوسيتيين والروس منذ بعض الزمن.
كما اتهمت الولايات المتحدة بلعب دورٍ كبير في التوتر بين جورجيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وروسيا.
وقد سلّمت هيئات حفظ الأمن الأبخازية عدة صور لعسكريين وأخصائيين أمريكيين، يدربون عسكريين جورجيين على أعمال تخريبية. حملت الثورة الوردية المحامي السابق في نيويورك ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة في جورجيا، وقد خططت لها وزارة الخارجية الأمريكية ومختلف المنظمات غير الحكومية التي زعمت أنها تعمل لجلب الديمقراطية. في واقع الحال، فإنّ مجيء ميخائيل ساكاشفيلي قد وجّه ضربةً كبيرةً ضد الديمقراطية والحريات المدنية في جورجيا. وهو يفتقد للشعبية، ومتهَم بالفساد. لقد لجم الحقوق الديمقراطية في جورجيا وأمر باعتقال معارضيه السياسيين. كل ذلك بدعم الحكومة الأمريكية وأعضاء حلف الناتو الآخرين.
أياً كانت تأكيدات الجانبين، فهنالك براهين واضحة بالصور على أنّ الولايات المتحدة، مثلها في ذلك إسرائيل، قد درّبت عسكريين جورجيين قرب ميادين القتال.
وهناك صور موثقة وزعها عسكريون روس على وسائل الإعلام الدولية، تبرهن على تورط الولايات المتحدة في جورجيا. وفق عدة مسؤولين روس، لاسيما سيرجي ماركوف من الدوما، فالحرب بين روسيا وجورجيا كانت في الواقع هجوماً أمريكياً على الفدرالية الروسية عبر دميتهم المنتدبة، الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي (من الممكن أن يكون ذلك اختباراً قامت به حكومة الظل الأمريكية لسبر رد الفعل الروسي. في هذه الحال، لقد نالت المعلومات التي تريدها).
وتظهر تلك الصور التدريب الذي قام به موظفون عسكريون أجانب ومختصون في التخريب.
في المؤتمر الصحفي الذي كشفت فيه الصور، صرّح سيرغي نيكولائيفيتش فريدينسكي، رئيس الادعاء العسكري في روسيا، قائلاً: «تظهر هذه الصور بوضوح رجالاً يرتدون زياً رسمياً مع شاراتٍ لدولٍ أخرى، واقفين إلى جانب عناصر جورجية لحفظ السلام. لقد دربوا الجورجيين على التقنيات التخريبية، لاسيما طريقة صنع قنابل فظة لأهداف تخريبية ولقتل البشر».
بالعودة إلى نقطة البداية المتمثلة في الهجوم على جنود حفظ السلام الروس في أبخازيا، كانت القنابل المستخدمة مماثلة تماماً.