تصريحات المالكي النارية
في مؤتمر صحفي ضمه مع الرئيس الفرنسي الزائر، أعلن المالكي رداً على نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ،الذي صرح بوجوب قيام ضغط أمريكي على الحاكمين في العراق لتحقيق المصالحة الوطنية، إن زمن الضغط الأمريكي على العراق قد فات، مضيفاً أن حكومته قد حققت المصالحة الوطنية في العراق بقضائها على الميليشيات.
حديث المالكي يبدو وكأنه موجه لأشخاص من غير كوكبنا، يجهلون حقيقة ما يجري في العراق الجريح، الذي تحكمه شلة نصبها الاحتلال عبر عملية شكلية من الديمقراطية المزيفة، مكافأة لهم على تعاونهم مع أعداء العراق ولعشرات السنين.
حديث المالكي يعكس واقعاً أليماً يعيشه حكام المنطقة الخضراء، يتناقض مع الواقع الذي يعيشه البلد، فلقد نسي المالكي أن هناك أكثر من مائة وخمسين ألف جندي أمريكي يجوبون شوارع المدن العراقية، ونسي أن مقر رئاسة الوزراء يحرسه جنود أمريكيون، قد لايسمحون له بالدخول إلى مكتبه إن أرادوا تحت أية حجة، ونسي أن كل وزير من وزرائه يعمل تحت إمرة مستشار أمريكي بيده القرار، ونسي السيد المالكي أنه وقع اتفاقية مع الاحتلال، تتضمن بنودها حرية مطلقة لقوات الاحتلال بالتصرف في الأرض والسماء العراقية.
ونسي السيد المالكي أن من يحكم البلد بإمرة الاحتلال هو جهاز المخابرات العراقي، الذي لا يعرف المالكي كم عدد أفراده وماذا يفعلون، وماهي الرواتب التي يتقاضاها كل منهم، وما الذي يمكن أن يفعله هؤلاء برموز العملية السياسية أن تلقوا أمراً من أولياء نعمتهم الأمريكان، وسبق أن أباح رئيسهم اللواء عبد الله الشهواني لمقربين منه، أنه على استعداد للتخلص من رموز العملية السياسية في أي وقت يطلب منه، وبزمن لايتجاوز الساعة الواحدة كما قال.
فهل يدري سيادة رئيس الوزراء بهذه الأمور ويتجاهلها، أم أنه لايدري بها، معتقداً أنه يملك زمام الأمور في بلد يعرف الجميع، أن رئيس وزرائها لايستطيع تأمين حماية مقره.
هذه حقيقة لايمكن لأي إنسان أن يتجاهلها، ويبقى التفسير الوحيد لهذه التصريحات النارية، اعتقاد المالكي انه بات يملك زمام الأمور بعد تقدمه على منافسيه في انتخابات مجالس المحافظات، متناسياً أن الانتخابات التشريعية حسب أجندة العملية السياسية على الأبواب، وبإمكان قوات الاحتلال أن تحسم الأمر لمن تريد، بحكم أنها تسيطر على الأرض والسماء العراقية، وبالتالي فان تصريحاته النارية هذه، قد تكون سبباً لغيابه عن مسرح الحياة السياسية برمتها.
■ «شبكة لطيف»