تنفيذاُ لأوامر الاحتلال الأمريكي: أجندة لتقسيم العراق طائفياً
بعد إبلاغ الأمريكيين ساسة المنطقة الغربية بأن أمريكا لن تكون قادرة على حمايتهم من المد الإيراني «الشيعي» المزعوم، في حالة عدم إقامتهم إقليما «سنياً» في غرب العراق قبل آب القادم، يعلن اليوم أسامة النجيفي ومن واشنطن النية في إقامة أقاليم جديدةقد تمهد للانفصال «السني»، علماً بأن وفداً مشتركاً من مجالس محافظات الموصل والأنبار وتكريت قد استدعي سراً في أيار الماضي إلى واشنطن للتباحث في إجراءات إعلان الإقليم– الأقاليم.
إننا نميز بين دور القوى الإقطاعية تاريخياً في الموصل والأنبار وتكريت ومنها عوائل إقطاعية معروفة مثل النجيفي والياور وغيرها معروفة بتخادمها مع الاستعمار البريطاني حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 المجيدة ومن ثم تصديها للثورة وانجازاتها التقدميةوفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي وقانون 80 الخاص بالثروة النفطية وقانون الأحوال الشخصية، وتآمرها على الثورة بإشراف ودعم المخابرات الأمريكية، وبين الجماهير الشعبية في هذه المحافظات العراقية، الجماهير التي أثبتت تمسكها بهويتها الوطنيةالعراقية، ولم تنجر تحت أي ضغط نحو التخندق الطائفي الانفصالي ، وما تصديها لتنظيم القاعدة الطائفي التكفيري الإرهابي، إلا دليلاً راهناً على هذه الوطنية العراقية، فإن من احتضن القاعدة هي القوى الإقطاعية وفلول البعث الفاشية.
لم يكن إعلان النجيفي المشبوه هذا، منعزلاً عن الضغط الذي مارسته القوى الطائفية الشيعية ممثلة بما يسمى بالتحالف الوطني العراقي، التي استخدمت كل الوسائل الديماغوجية والإرهابية، بهدف إشعال حرب طائفية، مستفيدة من تسهيل قوات الاحتلال دخولتنظيم القاعدة التكفيري الإرهابي إلى العراق، الذي أعلن الحرب الطائفية على الشيعة، ويا للعجب فالقائمة الطائفية «السنية» تسمي نفسها بالقائمة «العراقية» والقائمة الطائفية «الشيعية» تسمي نفسها بالتحالف الوطني «العراقي» متوهمة خداع الشعب العراقيوإخفاء هويتها الطائفية التفتيتية، ومن ثم تمرير المخطط الامبريالي الصهيوني الهادف لتقسيم العراق إلى إقطاعيات طائفية أثنية على شكل محميات وقواعد أمريكية.
إن العراق يمر في لحظة تاريخية وجودية فاصلة، تستدعي أوسع تحالف وطني عراقي، رافض للاحتلال والتقسيم، متصدياً للقوى الفاشية والطائفية والعنصرية ودورها التدميري التفتيتي، تحالف لا يستثني حتى تلك القوى (أفراداً وأحزاب) التي تورطت في العملية السياسية الاحتلالية،فيما إذا أعلنت انسحابها الفوري منها وفق موقف وطني تحرري لا لبس فيه، التحالف الوطني التحرري العراقي ونواته الجبهة اليسارية العراقية، القادر على تصعيد الانتفاضة الشعبية، وصولاً إلى مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية التحررية، ثورة تحرر الوطن وتسقط النظام الطائفيالأثني الفاسد وتؤسس دولة العدالة الاجتماعية.