أيام على الهدنة.. وجولة مفاوضات يمنية
تستمر التحركات على الساحة اليمنية سياسياً وميدانياً، قبل أيام على بدء الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في 10 نيسان المقبل، تحضيراً لجولة جديدة من المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية في الكويت، بعد أقل من أسبوعين على بداية هذه الهدنة..
تحرز الهدنة على الحدود بين جماعة «أنصار الله» والسعوديين تقدمات هامة، إذ أن التنسيق الذي يعتمد على العلاقات القبلية في تلك المناطق يساعد بشكل كبير في تثبيت عناصر هذه التهدئة، والتي توجت مؤخراً بتبادل 118 أسير بين الجانبين. وإن كانت هذه العملية ليست الأولى من نوعها، إلا أنها تعطي إشارات قوية على تراجع فكرة الحسم العسكري، خصوصاً لدى الجانب السعودي الذي تلقى ضربات موجعة على الحدود.
أما عن معركة تعز، فتشهد هذه الأيام احتداماً في المعارك، ووصولها إلى المناطق المكتظة بالسكان، سبب نزوح عشرات العائلات إلى أطراف المدينة بعيداً عن المعارك. إذ تكمن أهمية الصراع على هذه المحافظة من وجهة نظر المتقاتلين، في محاولات تظهير فكرة السيطرة قبل توقف المعارك في 10نيسان المقبل، وتحديداً من طرف قوات الرئيس هادي، الذي يبدو الطرف الأضعف سياسياً وعسكرياً، والذي أكده التواصل السعودي الحوثي المباشر حول مسألة الحدود.
سياسياً، ظهر الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، للمرة الأولى منذ مغادرته للسلطة، وسط حشد كبير من أنصاره في العاصمة صنعاء، باعثاً برسالة إلى خصومه السياسيين سواء حكومة هادي أو السعوديين، بأنه ما زال محتفظاً بشعبية تحفظ له مكاناً في التسوية السياسية التي باتت أكيدة، بغض النظر عن الآجال الزمنية لها.
من ناحية أخرى، أشار الرئيس هادي إلى قبول محادثات السلام بشكل جدي، على اعتبار أن هذه الجدية مردّها الأول هو الانتصارات التي تحققها قواته على الأرض، وهو ما يفسر المحاولات المحمومة للسيطرة على كامل تعز قبل أيام على بدء الهدنة، لمحاولة تثبيت هذه المقولة.
على المقلب الآخر، يقول المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، أن الحركة متمسكة بتشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية بشكل واضح، وأن خلاف ذلك يعني سيادة الفوضى، مستنداً في تصريحه إلى عجز حكومة هادي عن إدارة البلاد في الجنوب طوال الفترة الماضية..