الأرجنتين تضغط زر الإنذار اللاتيني
في مشهد يدق نواقيس الخطر في القارة اللاتينية، فاز موريسيو ماكري، مرشح «يمين الوسط»، في الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية التي جرت يوم الأحد 22/11/2015، إذ حصل على ما يقارب 51% من الأصوات، متقدماً على المرشح اليساري ومحافظ ولاية بوينس آيرس، دانيال سيولي، الذي نال 49% من الأصوات.
وتعهد ماكري، حال فوزه بالانتخابات، بأن يتخلص من نظام التحكم في الأسعار، وإلغاء الحمائية التي تفرضها الدولة، وتخفيف الدور الذي تلعبه الأخيرة في الاقتصاد، ورفع القيود المفروضة للتحكم في العملة الأجنبية، وتسهيل عملية تحويل البيزو الأرجنتيني إلى الدولار. برنامج من شأنه الإجهاز على المكتسبات التي حققتها الحكومة اليسارية في البلاد خلال 10 أعوام.
وإلى جانب الدور الذي لعبته الماكينة الإعلامية والمال السياسي في التحكم بنتائج الانتخابات، يرجع البعض تقدم اليمين في الأرجنتين إلى «حالة التخبط» التي واجهتها الحكومة الأرجنتينية في إيجاد مرشح بديل يحظى بشعبية واسعة ليكون خلفاً للرئيسة السابقة، كريستينا كيرشنر. ورغم أن اليسار لا يزال يحافظ على الأغلبية الساحقة في البرلمان الأرجنتيني، إلا أن ذلك لم يمنع الصحف والمنابر اليسارية من إعلان حالة التأهب لمنع تحكم القوى اليمينية في البلاد، ولا سيما أن تقدم اليمين في الأرجنتين قد أعطى دفعة معنوية لليمين الفنزويلي الذي يتجهز لمعركة الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم 6/12/2015.
وفي هذا السياق، وجه رئيس البرلمان الفنزويلي، ديوسيداد كابيو، ثاني أكبر مسؤول في فنزويلا، انتقادات لاذعة للرئيس الأرجنتيني الجديد، ماوريسيو ماكري، بسبب ما اعتبرها إهانة لدولة شقيقة. إذ دعا ماكري إلى تجميد عضوية فنزويلا في التكتلات التجارية الإقليمية، ومن السوق المشتركة لأميركا الجنوبية ،بسبب «سجلها في حقوق الإنسان»، ما دفع كابيو للرد بالتساؤل حول ما إذا كان ماكري قد فاز بانتخابات الرئاسة في الأرجنتين، أم أنه كسب انتخابات فنزويلا حتى يتدخل في شؤونها.