الإرهاب في لبنان.. تضيُّق خيارات واشنطن
عادت الأعمال الإرهابية لتضرب في لبنان مجدداً، مستهدفة مرة أخرى ضاحية بيروت الجنوبية، عبر تفجيرين هزا منطقة «برج البراجنة» ليل الخميس 12/11/2015، ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 ضحية و200 جريح.
تبنى تنظيم «داعش» الإرهابي هذين التفجيرين بشكل سريع. لكن، وبغض النظر عن الأداة المنفذة، فمن المؤكد أن التفجيرين الإرهابيين محملان بهدف سياسي رئيسي، هو اللجوء لمحاولة جديدة لإشعال لبنان، المليء بالتناقضات أصلاً، ناهيك عن الاستمرار في المحاولات المحمومة لتأجيج الصراعات الطائفية الثانوية في المنطقة برمتها. لكن هذا المطلب القديم الجديد، يطرح سؤالاً حول ماهية التوقيت في هذه المرحلة..
بالتزامن مع اتجاه الأمور نحو إيقاف تمدد الأذرع الفاشية في العراق وسورية، وتلقيها لضربات موجعة ومرجحة للاستمرار، يعود التعويل على إشعال الساحات الأضيق، كنتيجة لضيق الخيارات الأمريكية أساساً في استثمارها للإرهاب على الساحتين السورية والعراقية. وتأتي تفجيرات بيروت كمحاولة استثمار من الباب الضيق.
من جهة مقابلة، يؤمن الوضع الداخلي المتأزم في لبنان الأرضية اللازمة لاستمرار هذه العمليات، وامتدادها، فيما لو استمر مناخ التوتر السياسي في البلاد، المسؤول عنه بشكل رئيسي هي الطبقة السياسية الحاكمة، بعرقلتها لأي إجراءات تخفف من حدة هذا التوتر، وبالتالي، القدرة على ضبط الأحداث الأمنية نسبياً، أو في الحد الأدنى مرحلياً، زيادة مستوى التنسيق السياسي الأمني بين مكونات الطبقة السياسية، لإبعاد شبح انهيارات محتملة على الساحة اللبنانية.
في ردود الفعل الأولى، تتالت التصريحات من القيادات السياسية داخلياً، مؤكدة بمجملها على ضرورة الوحدة، وإيجاد مخرج من الأزمة السياسية في البلاد. فيما بدت لافتة محاولة بعض الإعلام اللبناني تركيز الاهتمام على هوية المنفذين، والإشارة إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان كـ«معقل إرهاب يجب تجفيفه».
في هذا السياق، استنكرت حركة «فتح» في لبنان هذه العملية، معتبرة أن المستهدف هو السلم الأهلي للشعبين اللبناني والفلسطيني. كما أدانت حركة «حماس» العملية في السياق نفسه، فيما أعلن رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، يوم الجمعة الفائت يوم حداد عام.