أدوار قَطَرية قذرة.. تحت الطلب!

أدوار قَطَرية قذرة.. تحت الطلب!

بعيداً عن محاولة الطارئين في رفض سياسات قطر لتحميلها المسؤولية الكاملة عن كل مشاكل العالم، من الجدير الإضاءة على أنها لم تتعد عملياً دورها كمصدِّر لقوى الفاشية الجديدة المصنَّعة في المراكز الإمبريالية. 

راوغ الحكم القطري كثيراً في علاقاته مع الدول الإقليمية. في بعض القضايا افترق الدور القطري حتى مع السعودية وباقي دول «التعاون الخليجي»،  لكن المؤكد أن المناورات القطرية كان لها سقفاً ثابتاً وهو الحفاظ على دور قطر كمنفِّذ لبعض الجوانب من الأجندة الإمبريالية الأمريكية التي لا يسمح «البريستيج» الأمريكي بخوضها بشكلٍ مباشر، أو عندما تريد أمريكا تحميل عبء التجهيز المادي والبشري لأطرافٍ أخرى، لا سيما في الأزمة السورية التي تأرجح فيها الدور القطري بموجاتٍ موازية تماماً لتبدلات المشروع الأمريكي. حيث لم تبدِ قطر «تعاوناً» في تسهيل عملية إنهاء «المجلس الوطني» ونفخ «الائتلاف» فحسب، بل وصل «تعاونها» هذا حد المرونة في تغيير رأس الحكم القطري إن اقتضت المصلحة الأمريكية ذلك.

اليوم، لزَّمت أمريكا مشروعاً جديداً لقطر، يتمثل في تحويل ليبيا إلى مركز انطلاق للفاشية الجديدة في شمال إفريقيا والمغرب العربي. عملياً يموِّل الحكم القطري جماعة «فجر ليبيا» التي تركز تموضعها في مناطق حدودية مع مصر والجزائر وتونس، أما الفرق بين «داعش» و«فجر ليبيا» فهو تماماً كالفرق بين «داعش» و«جبهة النصرة» في سورية.

تتزامن المهمة الموكلة إلى قطر مع ظهور بوادر انعطاف لدى السلطة المصرية نحو الشرق، أي نحو روسيا التي تخوض حرباً متفاوتةً الأدوات مع مشروع الهيمنة الأمريكي. بناءً عليه يجري إقحام مصر أو ربما توريطها لتنزلق في صراع عسكريٍ طويل الأمد مع المجموعات الفاشية الجديدة التي باتت تهدد أمنها شرقاً وغرباً.

عادةً، يبدأ الطرف المنكسر بالتخلي عن الأحمال الزائدة التي تثقل كاهله وتعيق توجهاته الجديدة. وعلى طول الخط، مني المشروع الأمريكي بانكساراتٍ متلاحقة في الساحات التي بادر إلى تأجيج اشتعالها من أوكرانيا إلى سورية واليمن.. إلخ. وبالنظر إلى ما أبدته الإمبريالية الأمريكية من براغماتية عبر تاريخها الطويل وفي العديد من الاستحقاقات التي خاضتها، يمكن استشراف الواقع المستقبلي لقطر التي قد تدفع ثمن وجودها كدولة عندما يخلص مسار الصراع الإقليمي والدولي إلى نهاياته المنطقية.