القائد كاسترو: مع السلام... ولا نثق بأمريكا
بعد ما يوازي الشهر على التقارب الدبلوماسي بين كوبا والولايات المتحدة الأمريكية، قرر الرئيس الكوبي السابق، فيديل كاسترو، الخروج عن صمته الذي صوِّر خلال الفترة الماضية بأنه إما مؤشر على تدهور حالة كاسترو الصحية، وإما رفض لقرار التطبيع التدريجي المتخذّ أخيراً.
في رسالةٍ إلى طلاب جامعة «هافانا»، قرر الزعيم الكوبي فيديل كاسترو استعراض موقفه من مستجدات التقارب الكوبي الأمريكي خلال الفترة الماضية. فبحسب الرسالة التي تليت أمام حشدٍ من طلاب الجامعة، كشف كاسترو رؤيته المركبة من ذلك التقارب قائلاً: «لا أثق بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولم أتبادل أي كلام معها. لكن هذا لا يعني في أي وقت كان رفضاً لحلّ سلمي للنزاعات بيننا». وحول أخيه الرئيس الحالي، راؤول كاسترو، أكد: «الرئيس الكوبي اتخذ إجراءات تتلاءم مع صلاحياته... سوف ندافع دائماً عن التعاون والصداقة بين جميع شعوب العالم، بمن فيهم خصومنا السياسيون».
ولفت الزعيم الكوبي، في الكلمة المكتوبة التي عرضت على شاشة التلفزيون الحكومي الكوبي إلى أن: «أي عمل سلمي، أو تفاوض من أجل حل المشاكل العالقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشعب الكوبي، أو أي شعب من أمريكا اللاتينية، لا يفرض بالقوة، بل يجب أن يكون التعامل على أساس القواعد والمبادئ الدولية».
وفي خطوة سعى من خلالها إلى دحض الأقاويل حول وفاته أو تدهور حالته الصحية، اختار كاسترو أن ينشر صورة جديدة له وهو يحمل العدد الأخير من صحيفة «غرانما» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوبي، والتي عمدت إلى نشر النص الكامل لرسالته في صفحتها الأولى.
وفي مستجدات التفاوض الحاصل بين كوبا والولايات المتحدة الأمريكية، أعلن الرئيس الكوبي، راؤول كاسترو، في حديثٍ لوسائل الإعلام بتاريخ 28/1/2015، أنه «لا يمكن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ما دام الحصار مفروضاً، وقبل أن تُعاد منطقة غوانتانامو للأراضي الكوبية». بدورها، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، عدم استعدادها تسليم قاعدة غوانتنامو لكوبا، وكشف إرنست: «الرئيس أوباما يفكر فعلاً في إغلاق سجن خليج غوانتانامو، لكن القاعدة البحرية ليست ما نود إقفاله».