«لست مهزوماً ما دمت تقاوم»... 18 أيّار ذكرى اغتيال المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل
مفكّر ومناضل شيوعي أصوله من بلدة حاروف في جنوب لبنان، ولد في بيروت في عام 1936، واسمه الحقيقي حسن عبدالله حمدان
في عام 1955 أنهى عامل مرحلة الدراسة الثانويّة في مدرسة المقاصد في بيروت، ثمّ سافر بعد عام إلى فرنسا ونال من جامعة ليون شهادتي الإجازة والدكتوراه في الفلسفة.
انتسب عامل إلى صفوف الحزب الشيوعي اللبناني في عام 1960، وانتخب عضواً في اللجنة المركزيّة للحزب في المؤتمر الخامس في عام 1987.
بدأت منشورات عامل الفكريّة في مجلّة «الطريق» وفي عام 1972، صدر كتابه الأوّل «مقدّمات نظريّة لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرّر الوطني» الذي بحث فيه عامل في مجال جديد في الفكر الماركسي، وهو إنتاج أدوات المعرفة، وتحديد طبيعة الإنتاج في مجتمعاتنا العربيّة.
في عام 1973، صدر كتابه «أزمة الحضارة العربيّة أم أزمة البرجوازيّات العربيّة»، وفيه انتقد عامل أعمال الندوة الفكريّة التي عقدت في الكويت، تحت عنوان «أزمة التطوّر الحضاري في الوطن العربي»، كاشفًا، الشق الذي يحول بين الفكر العربي والتطوّر.
كما قام عامل في كتابه «النظريّة في الممارسة السياسيّة، بحث في أسباب الحرب الأهليّة في لبنان» الذي صدر في عام 1979، بعمليّة ربط بين النظريّة والممارسة السياسيّة، بين النضالات اليوميّة التي مارسها والكشف عن القانون الذي يحكم الأحداث ويولّدها.
في عام 1980، عرض عامل المفاهيم الأساسيّة التي تكوّن أيديولوجيّة البرجوازيّة اللبنانيّة، وانتقدها من موقع نقيض لها، هو موقع الطبقة العاملة، مظهرًا بنقده البعد السياسي الذي تغيّبه أيديولوجيّة البرجوازيّة في نظرتها إلى القضيّة الفلسطينيّة، وذلك في كتابه «مدخل إلى نقض الفكر الطائفي- القضيّة الفلسطينيّة في أيديولوجيّة البرجوازيّة اللبنانيّة».
وفي عام 1985، صدر كتاب جديد لعامل بعنوان «في علميّة الفكر الخلدوني» الذي قرأ فيه النص التراثي بفكر مادّي علمي، وفي العام نفسه أيضاً، صدر له كتاب آخر بعنوان «هل القلب للشرق والعقل للغرب- ماركس في استشراق إدوارد سعيد».
ويعتبر كتاب عامل «في الدولة الطائفيّة» الذي صدر في عام 1986، والذي حلّل فيه طبيعة النظام السياسي الطائفي القائم في لبنان، بهدف كشف الصراع الطبقي الذي تحجبه الأيديولوجيّة البرجوازيّة بمظهر طائفي، الكتاب الأوّل ويكاد يكون الوحيد، الذي كشف الوجه الحقيقي للأزمة البنيويّة في هذا النظام.
بقي عامل في عام 1982 في بيروت، إبان حصارها من جيش العدو الصهيوني، وفي تلك الفترة قاوم وناضل وكتب مقاله الشهير في مجلّة الطريق تحت عنوان »لست مهزومًا ما دمت تقاوم».
كان عامل يعتزم في عام 1987 إنهاء القسم الأخير من كتابه «نقد الفكر اليومي»، إلاّ أنّ رصاصات الغدر الآثمة اغتالته، ومنعته من ذلك، وأردته شهيدًا في شارع الجزائر في 18 أيّار في عام 1987.
وعلى إثر استشهاده، أجمعت الهيئات الثقافيّة والإعلاميّة والجامعيّة على اعتبار يوم 19 أيّار من كل عام «يوم الإنتصار لحريّة الكلمة والبحث العلمي».
استطاع عامل خلال معركة البحث في وجه الزيف، أن يكشف الحقيقة، وباستشهاده انتصرت الكلمة والمعرفة على الجهل والرجعيّة.