وأخيرا، قارة دون الولايات المتحدة وكندا!
كاراكاس, ديسمبر (آي بي إس) - قرر زعماء دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الثلاثة والثلاثون تشكيل محفل سياسي جديد يشمل القارة بأكملها ما عدا كندا والولايات المتحدة.
هذا المحفل المقرر في إجتماع رؤساء الدول والحكومات الأخير في العاصمة الفنزويلية، يسمي «جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي»(سيلاك)، ويُشكل دون الحاجة إلى إبرام معاهدة تأسيسية أو لأن يصبح منظمة ذات هيكلية خاصة به، وإنما آلية للتشاور والتوافق بتوجيه من الإجتماعات السنوية لقادة الدول الأعضاء، وعلى أن تعتمد قراراته بتوافق الآراء.
وتقرر أيضا في إجتماع القمة الإقليمي يومي 2 و 3 ديسمبر، أن تتضمن جماعة «سيلاك» شرط أو «بند الديمقراطية» والغاية منه هو تعزيز العمل الجماعي في أي دولة عضو تقع حكومتها ضحية لتغيير في نظامها الدستوري.
كذلك فسيجري دفع عجلة التعاون الإقليمي من خلال عشرين نصا كمرفقات للنص الرئيسي أي «إعلان كاراكاس».
ويذكر أن مبادرة تشكيل «سيلاك» إنطلقت من بعض رؤساء الإقليم مثل رافاييل كوريا في الإكوادور وهوغو شافيز في فنزويلا، لتصبح آلية لحل الصراعات، بل وبديل عن منظمة الدول الأمريكية «القديمة والبالية» التي تشارك في عضويتها كل من الولايات المتحدة وكندا، فيما تستثني كوبا من عضويتها.
ومع ذلك، فلم تشير معظم حكومات الإقليم المجتمعة في كاراكاس إلى أن تتولى «سيلاك» مهام منظمة الدول الأمريكية أو تتناقض معها. وبدلا من ذلك، دافعت كثير من هذه الحكومات عن مبدأ عمل هذا الكيان الجديد كمحفل «للحوار مع الجهات الحكومية والمنظمات والآليات الدولية الأخرى».
فعلق فيليكس ارييانو، مدير معهد الدراسات الدولية بجامعة كاراكاس المركزية، قائلا إن «سيلاك» سوف يكون لها ما يبررها إذا ما واصلت كل الجهود الإيجابية التي تبذلها مجموعة ريو ( آلية التشاور السياسي في المنطقة التي تأسست منذ ربع قرن) بغية تسوية الخلافات في صلب أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي».
وفي المقابل، «إذا كان الهدف هو الدخول في صراع مع الولايات المتحدة وإحلال محل منظمة الدول الأمريكية، فإنه لن ينجح، لأنه سيواجه معارضة ثلاثة أرباع المنطقة»، وفقا لتصريحات ارييانو لوكالة إنتر بريس سيرفس.
أما المكسيكية أليسيا بارسينا، الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، فقد صرحت أن «سيلاك» تمثل «أهم إنجاز سياسي في السنوات الأخيرة، حيث تلتقي جميع بلدان المنطقة معا في هيئة واحدة للتعاون والحوار و التكامل».
على مدى عقود، سار التكامل الإقليمي من خلال قناة التجارة، ولكننا الآن نسعى إلي إيجاد طرق وآليات أخرى خاصة بالإقليم على غرار الإتحاد الأوروبي بصورة ما»، وفقا للأمينة التنفيذية في تصريحات أخيرة لمراسلي الصحافة الاجنبية.
وشرحت أن ثمة مسألة رئيسية لقياس أداء الجماعة الوليدة أي «العمل من أجل المساواة، لأن أميركا اللاتينية، بفضل سياساتها الإجتماعية النشطة جدا، نجحت في تقليص الفقر بمعدل11 في المئة، ولكن لا يزال لدينا 32 في المئة أي 180 مليون فقيرا».
هذا وتتضمن حزمة وثائق التعاون التي إعتمدتها القمة لمرافقة إعلان كراكاس إلتزامات بتبادل وتنفيذ البرامج الاجتماعية الناجحة مثل برنامج «تصفير الجوع» في البرازيل.
وفي مؤشر على التأكيد على الإهتمام بجماعة «سيلاك»، تم عقد إجتماع لوزراء «آلية بتروكرايبي» التي توفر فنزويلا من خلالها إمدادات وقود بقدر 200.000 برميل يوميا إلى أكثر من عشر دول في منطقة البحر الكاريبي، وبشروط سداد تفضيلية.