نازيو أوروبا الجدد و«إسرائيل»: مصالح مشتركة
آسا وينستانلي آسا وينستانلي

نازيو أوروبا الجدد و«إسرائيل»: مصالح مشتركة

القطاع اليميني هو عصابة فاشية مسلَّحة (البعض يقول إنها من النازية الجديدة)، والتي كانت في طليعة المقاتلين في الشارع الأوكراني أثناء الانتفاضة الحالية

ترجمة : بطرس شنيص

كانت أسئلة المقدِّم ضعيفة للغاية، ورغم ذلك، لم يستطع أن يتجنب سؤال: «ماذا تقولون لمن يتهمكم بأنكم نازيون جدد ومعادون للساميّة، كالحكومة الروسيّة؟»، أجاب «ياروش»: «لا، طبعاً لا. في الأيام الماضية التقيت السفير «الإسرائيلي»، وبدأنا علاقة وديّة».
يعتلي «ياروش» اليوم منصب نائب الأمين العام للأمن القومي، حلفاؤه في «سفودوبا»، وهو حزب سياسي فاشي، يُحكِمون قبضتهم على وزارة الدفاع، ومناصب حكوميّة أخرى تصل إلى نائب رئيس الوزراء. بهكذا حصة ضخمة من السلطة في أوكرانيا «الجديدة» الناشئة، لا عجب أن «الإسرائيليين» سيريدون لقاء فاشي بغيض كـ «ياروش».
ورد في أحد التقارير أيضاً أن جندياً سابقاً في الجيش «الإسرائيلي» (يهوديٌّ أوكرانيّ عاش هناك لعدة سنوات) كان يقود إحدى عصابات الشارع التي أطاحت بالرئيس الأوكراني. ادَّعى هذا الرجل عدم انتمائه إلى «سفودوبا» رغم دفاعه عنهم. ولكنه اعترف، «أنا أتلقى الأوامر من فريقهم». هذا الجندي الأوكراني السابق في الجيش «الإسرائيلي» اعترف على التلفاز في العام الماضي (حسب تقرير للكاتبة الفلسطينية عبير قبطي) بإطلاقه النار على أطفال فلسطينيين، مدَّعياً أن أمهاتهم أرسلتهم ليُقتلوا، وأنه بالنسبة للعرب فإنه أمر «اعتيادي» بأن يموتوا بهذه الطريقة. هذا العنصري صرَّح بعدها، كمواطن أوكراني، بأنه مازال يعمل في القوات الخاصة «الإسرائيليّة».
توق السفير الإسرائيلي الواضح للقاء عصابة القطاع اليميني الفاشيّة، وزعيم حركة سفودوبا له سوابق أيضاً.
النازيون الجدد والفاشيون الآخرون يريدون اليهود خارج بلادهم ليتقاطعوا مع الصهيونيّة التي تريد من اليهود، أيضاً، أن يغادروا بلادهم الأصليّة ليصبحوا مستوطنين في فلسطين المحتلة. ذلك أن الولاية العنصريّة تحتاج إلى أكبر قدر من القوى العاملة.
رابطة الدفاع الإنكليزيّة مشهورة برفع العلم «الإسرائيلي» في مظاهراتها. زعيمها، «نيك غريفين»، غازل الصهيونيّة في مقابلة له على الـ«BBC»، في عام 2009، بقوله إن حزبه كان «الحزب السياسي الوحيد الذي وقف، بأمانة تامة، مع حق «إسرائيل» أثناء معارك غزة بالتعامل مع إرهابيي حماس».
إن نسقاً محدداً قد توضَّح، من «الجبهة الوطنيّة» في فرنسا إلى «أندريه بريفيك» في النرويج، وصولاً إلى النازيين الجدد في أوكرانيا، هناك تزاوج في المصالح بين الفاشيين الجدد الأوروبيين والصهاينة يلوح في الأفق. وقد فاحت رائحته العفنة بشدّة.

عن «غلوبال ريسيرتش».. بتصرف
*آسا وينستانلي: محرر في «الانتفاضة الالكترونيّة»، محقق صحفي يعيش في لندن.