مملكة دماء شعوب المنطقة!
عن سؤالٍ مفاده: «ألا تندم أننا نحن من خلق تنظيم القاعدة الإرهابي، نحن من موّل ودرّب إرهاب العالم؟»، يجيب «بريجنسكي»: «ما الذي سيذكره التاريخ أكثر، انهيار الاتحاد السوفييتي، الخطر العالمي الأكبر، أم خلق منظمة إرهابية يمكن مواجهتها بالسلاح وفقط؟!».. »!.
هذا جزء من ما قاله «زبيغنيو بريجنسكي»، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق 1977-1981، في لقاءٍ مع قناةCNN» » الأمريكية، منتصف عام 2012.
المخرج العبقري
في حينه، لم يكن من الممكن تحقيق الصلة مع «المجاهدين الأفغان» دون الصلة السعودية، وخصوصاً أن الثقافة الشعبية الأفغانية تكيل بالكره للأمريكيين، لأنهم يدعمون الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس. يقول «بريجنسكي»: «السعوديون كانوا أكثر حماساً منّا، لأن الثورة الإيرانية كانت قد بدأت بالحشد ضدّهم، من خلال انتقاد العلاقة معنا، والتناقض مع قضية فلسطين، وأيضاً بسبب ما كانت تعانيه من أزمات سبَّبها الفساد والكساد. كانت صفقة رابحة لهم أكثر منّا، وتولوا هم تأمين الصلات مع الأفغان والتمويل والعامل البشري، والتنفيذ كان من خلال باكستان، وأيضاً عبر النفوذ السعودي القوي جداً في حينه خصوصاً».
المفكّر والمموّل والراعي
يربط الباحث والصحافي الايرلندي، «فينيان كونينغهام»، السعودية بكلِّ تنظيم إرهابي في العقدين الماضيين، ويبرر ذلك بأن في السعودية يوجد المذهب الوهّابي، الذي يعتبر المرجع الأيديولوجي الرئيسي لكلِّ ما يمكن تسميته حركات سلفية وتكفيرية إرهابية على امتداد العالم. وبالتالي، يوجد في السعودية خزّان بشري هائل لتلك الحركات أيضاً، ولنتذكر بعض الدول التي دخلتها الولايات المتحدة عسكرياً، بسبب وجود حركات سلفية فيها، الصومال أفغانستان باكستان اليمن السودان كينيا مالي العراق.. وتطول القائمة، وهذه المنظمّات بحاجة للتمويل الكبير، لإنتاج تلك العقول المغيبّة المنغمسة في العنف، كان التمويل السعودي رسمياً وعلنياً في أفغانستان السبعينيات، ثم تحوَّل إلى منظمات ظل وجمعيّات خيرية وتعليمية دينية تنتشر عالمياً. واليوم، تنتشر «جمعيات الخير السعودية» عبر البلاد العربية وأفريقيا وآسيا، لتسهِّل مرور المجاهدين «في سبيل الله»، وتؤمن تمويلهم من «فاعلي الخير الأتقياء»..
وكشفت مجلة الـ«Business Insider» وثيقةً حكومية سعودية تظهر اتفاقاً مع محكومين بالإعدام في السجون السعودية، وفق هذا الاتفاق يسقط حكم الإعدام وتخصص رواتب شهرية لعائلات المحكومين، وذلك مقابل «الجهاد في سورية»..!
وفي عام 2004، أعلن مفتي السعودية «عبد العزيز بن عبد الله الشيخ» فتوى تحرّم على الحركات السلفية والمجاهدين في العراق القتال إلى جانب فصائل المقاومة العراقية، لأنها «من فلول البعث، والبعث كفر