علاقات الصين وإفريقيا.. والأفق المفتوح
يرى المحللون الاقتصاديون في العالم أن علاقة الصين والقارة الإفريقية هي علاقة نجاح وتنمية، وعلاقة جمهورية الصين الشعبية بالقّارة الحزينة تعود إلى أواسط القرن الماضي عندما كانت تساهم بشكل أساسي في معارك التحرر الوطني للدول الإفريقية من الاحتلال العنصري.
تتركز العلاقة في التبادل التجاري ومشاريع البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، فالصين تستورد نصف مستلزماتها من النفط -2.6 مليون برميل يومياً- وثلث هذه الكمية تأتي من إفريقيا. في العقد الأخير نمت الاستثمارات الاقتصادية الصينية في إفريقيا بشكل عظيم، حيث وصلت معدلات التبادل التجاري إلى 166 مليار دولار في عام 2011، من ضمنها الصادرات الإفريقية التي نمت من 5.8 مليارات دولار لتصل إلى 93.2 مليار دولار - نمو بمقدار 16 ضعفاً- خلال عشر سنوات، وفي عام 2012 قدّمت الصين للدول الإفريقية 20 مليار دولار قروضاً ميسّرة لمدة أربع سنوات.
لماذا أفريقيا؟
الصين سعت للحصول على عقود طويلة الأمد لضمان مصادرها من ثروات إفريقيا، وتقدم الصين في المقابل: مساعدات سنوية لتنمية المشاريع الكبيرة، القروض الميسّرة والخطوط الائتمانية، إضافة للمشاريع الصينية في البنية التحتية من الطرق والسكك الحديدية والمشافي والمجمعات السكنية والمدارس..
لماذا الصين وليس الغرب؟.. الكونغو نموذجاً
في عام 1998 حرّضت الولايات المتحدة ودعمت اجتياح جمهورية الكونغو الديموقراطية من رواندا وأوغندا والنتيجة ذبح 6 ملايين مواطن كونغي، ونهب ثروات البلاد، علماً أن الكونغو هي أغنى دول إفريقيا بالثروات المعدنية، وما تبع ذلك من حروب داخلية وتفقير ممنهج للبلد.
في المقابل، عقدت الصين اتفاقاً مع الكونغو في 2007 وقدّمت وفقه حزمة ديون تدريجية بقيمة 20 مليار دولار، منها 9 مليارات للفترة 2011 – 2014، 3 مليارات لتنمية المناجم في الكونغو وتأمين مساكن عمّالية وظروف بيئية مرتبطة بها، والـ 6 مليارات المتبقية قروض سهلة الدفع لتمويل بناء طرق جديدة وسكك حديدية، 32 مستشفى، 145 مركزاً طبّياً، جامعتين أساسيتين، سدود هيدروالكترونية، مطارات ومراكز تدريب وتأهيل. بالمقابل ستأخذ الصين 10 ملايين طن من النحاس و 400 ألف طن من الكوبالت الصناعي.
تقدم الصين نموذجاً آخراً للتنمية قائماً على التنمية المتبادلة وهو ما يخالف النموذج الغربي القائم على التنمية المتفاوتة لمصلحة الغرب، وهو مابات يثير حفيظة كل القوى الغربية.