ماذا تقول ياصاحبي؟!

 صحيح وهام ومطلوب أن يلتقي الرفاق من كل التنظيمات ومن خارجها فيما بينهم في حوار جدي وصادق ليصلوا إلى تقارب في فهم أسباب التمزق والتشرذم وحتى انكفاء الكثيرين عن متابعة درب الحزب الذي جئناه مقتنعين أنه درب الكادحين إلى غدهم الأفضل.

وهل من السهل ـ في تصورك ـ الوصول إلى فهم لأسباب الانقسامات وقيام الفصائل والتمترس في مواقع متباينة غريبة وبعيدة عن خندق الشيوعيين الحقيقي.. خندق طليعة الكادحين في وجه أعداء الشعوب والحياة؟!

الأمر في الواقع صعب وشائك لكننا قادرون معاً على تذليله.. وحين نلتقي للحوار الرفاقي سنصل إلى فهم الأسباب وبعدها سنجد أن اللقاء حول القاسم المشترك للنهوض، ومن ثم للسير الحثيث إلى وحدتنا المنشودة.. وحدة جميع الشيوعيين السوريين… سيكون أمراً واقعياً وممكناً.

وما قولك في أن العديد بعيدون حتى عن مجرد القبول باللقاء للحوار لأنهم كما يقال قد مروا سابقاً بتجارب مريرة في هذا المجال تركت في نفوسهم نفوراً وعدم قناعة بجدوى الحوار طالما كان هناك التشبث بالمواقع والإدعاء باحتكار الحقيقة إلى درجة رفض الآخر… .. وبخاصة في قيادات التنظيمات!!.

 إنني أفهم ذلك جيداً وأعرف مدى تأثير هذا الإشكال.. وأستطيع، كما يستطيع غالبية الرفاق، استيعاب مدى تأثير المقولات الخاطئة.. المنغلقة من مثل القول الذي كان يطرح سابقاً ومازال بعضهم يطرحونه حتى اليوم «تعالوا إلينا… فنحن الأصح… ونحن الأصل والأساس ونحن الحزب»

إن ذلك دليل ضعف وعجز في القدرة على الإقناع… وأنا أشك في أن لديهم الرغبة في الإقناع… وأكاد أقول إن لديهم الرغبة في الإملاء.

أوافقك الرأي… والدليل أن واقع الفصائل اليوم قد تحول إلى ساحة للصراع البيني… وليس إلى ساحة للنضال الوطني والطبقي.

وهذا أدى إلى التآكل والتراجع.. ومن ثم الاغتراب عن ميدان الجماهير الكادحة في معاركها الوطنية والطبقية… ورغم ذلك فإنني مازلت أسأل: كيف الخلاص من هذا الواقع المزري.. ومما يحز في القلب أن عدد الرفاق خارج التنظيمات أكثر بما لا يقاس ممن هم في التنظيمات؟!!

الخلاص.. أو بالأحرى الحل هو في أن نفهم بعضنا كما نحن دون استهانة أو تهويل… ودون تجريح أو إطلاق لاتهامات مسبقة الصنع… بعيدة كل البعد عن أخلاق الشيوعيين.. ومن هذا الفهم تكون البداية الصحيحة ليلتم شملنا من جديد في حزب شيوعي نسهم جميعاً في تحديد شكله وهويته الطبقية والوطنية والإنسانية.

وكيف يقتنع الرفاق بمثل هذه الطروحات؟!!

يقتنعون عندما يلمسون الرغبة الصادقة والتوجه الجدي إلى صفوف الجماهير لملاقاة مطالبها وحمل همومها. وعندما يبادر كل منا دون تردد أو تباطؤ منطلقاً من القول المعروف «من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها» إلى نقد ذاتي جريء وبخاصة أن كلاً منا ـ في جميع التنظيمات ـ يحمل جزءاً من وزر ما جرى.. وإن كان بدرجات متفاوتة وهذا أضعف الإيمان.. إن كنا جادين في تخطي واقع التشرذم والإنكفاء.. وراغبين فعلاً في الوصول إلى وحدة جميع الشيوعيين السوريين.. فماذا تقول يا صاحبي…