عام على رحيل الرفيق ديب إسحق (أبو عصام) تأبين حاشد في «الكفرون».. وعهد على متابعة المسيرة
أقامت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في طرطوس مهرجاناً تأبينياً حاشداً في منطقة «الكفرون» بمناسبة مرور عام على وفاة الرفيق ديب إسحق (أبو عصام)..
وقد ألقيت في المهرجان كلمات عدة لرفاق الفقيد وأصدقائه وعائلته، تحدثت عن مناقب الرفيق الراحل، وحاولت أن تسلط الضوء على بعض المحطات الأساسية في سيرته النضالية الطويلة والهامة..
حيث ألقى الرفيق سمير إسحق كلمة آل الفقيد، فذكّر فيها بمزايا الفقيد التي يشرف كل شيوعي أن يتحلى بها وقال:
أيها الحضور الكريم: تجمعنا الآن ذكرى مرور عام على رحيل أبي عصام ديب إسحق الرفيق والأخ العزيز على قلوبنا أخ كنت أعتبره بمثابة والدي لاتبرح صورته من مخيلتي حتى ألحق به، صورة الأمين الصادق والمناضل؟ الوفي لأبناء طبقته الذي قضى شطراً من حياته مناضلآ في عهود الظلم والاضطهاد دون كلل أو خوف أميناً على ماآمن به وكافح في سبيل أهله وعائلته باجتهاد ومحبة وإخلاص.
وشكرنا الجزيل لجميع من لبى دعوتنا وأخص بالذكر الدكتور قدري جميل ورفاقه لااراكم الله مكروهاً ونسأله ألا يفجعكم بمن تحبون.
ثم ألقى قصيدة رثائية قال فيها
وحيداً يا أخي أصبحت فرداً يواسيني التذكر في شجوني
غداة فقدت إخواني تراءت
أمامي جد بائسة سنوني
ولكني أعزي في بنيهم
كراماً حققت فيهم ظنوني
بذكرى الحول يا ديب أتينا
وفاء للأخوة بالحنين
نؤبن فيك أخلاقاً تجلت
بمن أنجبتهم قرت عيوني
أخي، لم ترحم الأقدار نفسي إذ اغتالتني في حصني الحصين.
كلمة أصدقاء الفقيد ألقاها (الصديق حتى النهاية) العميد الركن المتقاعد توفيق نصار قال فيها:
أيها الرفاق والأهل والأصدقاء والأخوة
تحية طيبة وبعد
كلنا يعلم سبب اجتماعنا وكلماتي المختصرة جداً لن تكون رثاء أو تعزية فذلك أمر بديهي تعرفونه جميعاً، ولن أكرر ماقاله الرفاق، سأحكي قصة إنسان مناضل جمعتني به أواصر أشد قرباًَ وأعمق جذوراً.. كان الرفيق العم أبو عصام ابن لعائلة كفرونية كادحة كبيرة العدد.. كانت حالنا كحال الكفارنة جميعاً، جبليون متمردون نصارع الفقر والدهر، التصقنا بالأرض فأعطتنا الانتماء والكرامة.. ترك المدرسة صغيراً لينخرط مع الأب والأخوة الأكبر بالعمل لتأمين الأسرة من ضنك المعاناة بعد الحرب، فعاش تجربة الفلاحين بأكمل صورها، ومن هنا أدرك أهمية الصراع لتحريرهم، وآمن بحقهم وانتصارهم، فتعاهد مع القلم والمعول ورفاقه، وظل أميناً لفكره وعقيدته حتى النهاية.
لم يهادن لم يساوم، عرفته الدروب والليالي أعيا مطارديه ولم يكل، لم يرفع صوتاً إلا للحق.. لم يرفع يداً إلا على رموز القمع وأدواته. جرد أزلام الاستعمار من أسلحتهم دون خوف أو تردد فكان ذلك درساً لأترابه ليحذوا حذوه..
خط بأصابعه شعراً نبض به قلبه، صور فيه الحياة بتفاصيلها وأعماقها وقساوتها وحلاوتها. داعب أوتار ربابته فرددت جدران البيت العتيق أصداء موسيقاه مواويل من العتابا والميجانا والأوف.. وامتزجت رائحة عرقه بالريحان والزعتر.
أعطى كل شيء ولم يأخذ أي شيء سوى المحبة والاحترام. ظل وفياً لتقليد آبائه، فحفظه بكل جوارحه وأهداه كما ورثه كاملاً لأبنائه، فكان بذلك أبلغ درس في الوفاء يمكن أن يعرفه الآباء.
من قال إنه تركنا يكون قد ظلمه وظلمنا، فهو باق معنا كل صباح.. وكل مساء بقدوته وأفكاره وتراثه.
دينه علينا أن نصون الأمانة ونحفظ الوديعة التي أبقاها لنا.. أن نؤمن بالعدالة، بالحق، بالحرية، ونعمل ونبذل دون حدود من أجل انتصارها.
لنا جميعاً التهنئة بما عمله لأجلنا، وله الوفاء كله وأرق المشاعر وأصدقها لرفاقه وأهله وأخوته وأخواته وعائلته.
كما ألقى سكرتير منظمة طرطوس الرفيق طوني حصني كلمة المنظمة، قال فيها:
الرفاق والأصدقاء الأعزاء:
نلتقي اليوم في ذكرى رفيق عزيز، رفيق من الرعيل الأول من جيل الشيوعيين المؤسسين الأنقياء، الذين بذلوا وضحوا كي يشقوا طريق الحزب ويشكلوا المنظمات الأولى. في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، في عهود الإقطاع والتخلف والظلم الاجتماعي. . عمل هذا الفلاح المتواضع والبسيط، وتعلم في مدرسة الحزب.. مدرسة النضال الوطني المجيد..
من منظمة الكفرون وجوارها امتد عمله ورفاقه إلى وادي العديدة وسهل عكار وناضل مع العديد من الرفاق الأوائل أمثال بدر مرجان في العهود السرية بين سورية ولبنان، وكان الرفيق في أول لجنة منطقية عملت على توزيع أراضي الإقطاع على الفلاحين قبل الإصلاح الزراعي.
كان الرفيق الراحل مثال المضحي والمتفاني، يعمل بصمت وجد ولاينتظر ثناء أو عطاء. وكانت سعادته بالغة عندما تعرف على هذا التيار الجديد واطلع على خطه السياسي، كان من المعجبين بصحيفة قاسيون، وكان الراحل على موعد في أواخر أيامه معها لإجراء لقاء معه، لكن الظروف لم تسعفنا ووافته المنية وهو يحلم بلم شمل الشيوعيين في حزب واحد قوي.
عزاؤنا اليوم في تركة الرفيق وإرثه النضالي.
عزاؤنا اليوم في أبنائه ورفاقه المخلصين.
عهدنا أننا سنبقى أوفياء لمبادئنا على طريق وحدة الشيوعيين السوريين.. على طريق عودة حزبنا لجماهيره واستعادته لدوره الحقيقي.. على طريق الدفاع عن الوطن وكرامة مواطنيه.
على طريق استعادة لقب الشيوعي لألقه ونقائه الأول .