ماذا تقول يا صاحبي «راح تظبط معو»

• أتدري أن من أكثر ما يجمع عليه أبناء شعبنا هو أننا ما زلنا بعيدين عن المناخ الديمقراطي الذي طال انتظار الجميع ليعيشوه واقعا ملموسا، لا تنظيرا ولا ادعاء يجانب الحقيقة الحية الشاخصة أمام كل الأبصار ؟!.

■ وكيف ذلك؟ أرجو إيضاح وجهة نظرك هذه.

• لتبيان ذلك لا بد من مدخل أو لنقل مقدمة نتفق عليها، وبرأيي أن أفضل مقدمة أو مدخل هو أن نجيب عن السؤال التالي:

- هل يملك المواطن العادي ولا أقول السياسي الثقة بأنه بمأمن من أن يتعرض للاعتقال أو التوقيف "بتهمة سياسية " في يوم من الأيام؟

 ■ هذا الأمر ليس وليد الأيام هذه، إنه نتاج فترة زمنية جرى تجاوزها، ولا أظن إلا أن هذا الشعور آخذ في التلاشي والزوال.  فالجو الذي أنتجه مرّ وانقضى. والجميع مقتنع بأن الخوف الذي أوجد ذلك الشعور كامن في تلك الممارسات القاسية التي تعرض لها الكثيرون،وذاقوا مع أهلهم وأصدقائهم ومعارفهم عنف ألمها، ويكفي أن نتذكر أن لا أحد كان يستطيع معرفة مكان اعتقال قريبه أو صديقه ولا حالته أو مصيره ! تلك هي فترة الأحكام العرفية !!

• أنت قلتها «فترة الأحكام العرفية» وهنا بيت القصيد فالكل يسأل: هل انتهت فعلا فترة الأحكام العرفية؟؟!!

 هذا من جانب، ومن جانب آخر فالسؤال المشروع هو: هل الأحكام العرفية تتضمن إرعاب أبناء الشعب وهدر كرامتهم وإنسانيتهم. وإلا ما معنى أن يتعرض الإنسان المواطن للتعذيب الوحشي، وهل في الأحكام العرفية ولو

مادة واحدة تنص على استخدام وسائل تعذيب أين منها «همجية الإنسان البدائي».

■ لكن ذلك لا يحدث اليوم !!!

• وما الذي يضمن ألا يحدث ؟؟!

■ أنا أسألك هذا السؤال، وعليك أنت أن تجيب عنه !1

• الذي يضمن ذلك هو تحقيق وتفعيل الشعارات التي يرفعها أبناء الوطن :

- نعم لسيادة القانون، ولا أحد فوق القانون.

- نعم لإطلاق طاقات الشعب، ولا لكبتها أو إهدارها.

- نعم للوحدة الوطنية،ولا للفرقة أو الانقسام

- نعم للولاء للشعب والوطن، ولا للولاء للأشخاص

- نعم للتعددية،ولا للانفراد

- نعم للديمقراطية، ولا للتمايز أو الاستئثار.

- نعم لقانون للانتخابات، ولا «للقوائم الجاهزة  المسبقة الصنع».

- نعم لقانون للأحزاب، ولا للهيمنة أو الاحتواء.

- نعم لزيادة الأجور وربطها بمستوى المعيشة، ولا لفلتان الأسعار.

- نعم لإطلاق سراح معتقلي الرأي، ولا للتوقيف  السياسي.

- نعم للقطاع العام الصحيح والمعافى، ولا لخصخصته أوبيعه  أو تأجيره.

- نعم لمحاربة الفساد والإفساد، ولا للناهبين وللمختلسين.

- نعم لمكافحة التهريب، ولا لرفع أسعار المحروقات.

- نعم للنمو،ولا للتنويم.

- نعم للمقاومة، ولا للمساومة أو الاستسلام.

- نعم لدرب يوسف العظمة، ولا لعربة غورو.

- نعم لتحرير الجولان، ولا للقبول بالأمر الواقع.

- نعم لكرامة الوطن والمواطن، ولا للتهميش أو التهشيم.

- نعم لحق المواطنة لكل من جرد أو حرم منها، ولا لإحصاء 1962 الجائر.

 - نعم لوطن حر سعيد ولمواطنين أحرار،ولا لرعية ورعاة.

- نعم للاستقواء بالشعب، ولا للاستقواء بغير الشعب .

ولا.. لا لأعداء الخارج والداخل.

■ كلامك هذا يذكرني بالأديب الكبير عمر فاخوري الذي طالما ردد: ينبغي أن نفكر كيف يصح أن نعيش، وما تقوله هو مهام كبيرة وعظيمة، إنه برنامج عمل وطني. وإذا سأل سائل:لتحقيق هذه الأهداف العادلة والمشروعة على من الرهان ؟؟!

• لا رهان إلا على الشعب، وكما قيل: إن شعباً يدافع عن حريته لن يغلب و«راح تظبط معو» رغم أنف الأعداء، وواهم من يظن أن بالإمكان إخضاع سورية أو إركاع شعبها.

فماذا تقول يا صاحبي؟؟!