الطاقة البشرية المهدورة. . . . . إلى متى؟
مازال الإحصاء الاستثنائي الجائر لعام 1962 الذي حرم وجرد عدداً كبيرا ًمن أبناء الوطن من جنسيتهم السورية التي يعتزون بها، يحاصرنا كيفما توجهنا وأينما تلفتنا، فتبعاته الخطيرة ونتائجه السلبية التي لاتحصى جعلت من أحوال كل الذين جار عليهم الإحصاء قاسية لاتطاق ومؤخراً، تعرفنا في قاسيون على شاب متقد الذكاء يعمل عملاً حراً فيه انتقاص كبير ليس فقط لإمكاناته الخلاقة المبدعة بل ولإنسانيته أيضاً.
هذا الشاب الذي حرمه الإحصاء من حقه الطبيعي في أن يكون موجوداً يحمل هوية ويمارس حياته بشكل طبيعي، استطاع في امتحان الشهادة الإعدادية أن يحصل على مجموع قدره 285 درجة من أصل 290، وتمكن أن يحصل في الشهادة الثانوية على 220 علامة من أصل 240 - الفرع العلمي - وذلك في العام 1996، أي أنه كان باستطاعته لو كان ظرفه عادياً وكونه ابن محافظة نائية أن يسجل في الكلية التي يريد دون منة من أحد.
ولكن، وبما أنه ينتمي لشريحة المجردين من الجنسية، فإنه بالتالي حرم من حقوقه الإنسانية كافة، ليحرم الوطن بدوره من إمكاناته وطاقاته التي تذهب الآن سدى.
وضع هذا الشاب يماثل وضع الآلاف ممن ظروفهم كظرفه، فهل يبقى أبناء الوطن غرباء في وطنهم إلى الأبد؟؟
أمات الإحساس؟!!
■ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.