مواطن بـ «كرت أحمر»
مواطنون لكنهم أجانب!! هذا هو حال مئات آلاف الأكراد السوريين الذين أرادت لهم الحكومات المتعاقبة على سورية طوال ما يزيد على أربعة عقود ألا يحصلوا على الحد الأدنى من حقوقهم الوطنية والإنسانية وهو: الاعتراف بوجودهم..
نقول ذلك بمناسبة قرب الانتخابات النيابية في سورية، حيث لا بد من تذكير أصحاب الشأن و«الوعود» والمرشحين الجدد بهذه المصيبة التي تسمى إحصاء 1962.
إن المحرومين من الجنسية من أبناء محافظة الحسكة مازالوا منذ عشرات السنوات ينتظرون تحقيق الوعود المتكررة من أجل طي هذه الصفحة المؤلمة التي لازمتهم قسراً دون وجه حق طوال السنوات المنصرمة، وهم إذ ينددون بالمجلس الحالي وما سبقه من مجالس لصمت أعضائه تجاه الحقوق المشروعة لهؤلاء المحرومين، يذكرون الجهات الرسمية المعنية، أنه لا يمكن أن تستقيم الانتخابات التشريعية في ظل حرمان فئة واسعة من أبناء هذا الوطن من حقوقها وإبعادها عن المشاركة، ومن غير المعقول أن تجري هذه الانتخابات دون حل مسألة الجنسية التي تهم فئة واسعة من أبناء شعبنا.
فالمجلس الحالي، ونواب محافظة الحسكة الحاليين «الصامتين» تحديداً وطوال أربعة أعوام لم يقوموا بأية مبادرة جدية لوضع إحصاء 1962 في إطار المناقشة بغية إيجاد حلول نهائية.
كذلك ذهبت آمال أبناء المحافظة أدراج الرياح بعد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان منتظراً منه أن ينهي المشكلة.. وبالرغم من التأكيدات المتتالية بحل القضية حلاً وطنياً شاملاً بعد ذلك، وعلى الرغم من أنه جرت العديد من اللقاءات بهذا الخصوص جمعت فعاليات اجتماعية وسياسية من أبناء المحافظة مع المسؤولين، كاللقاء الأخير مع السيدة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، إلا أن الجواب الوحيد والمكرر دائماً هو: استبشروا خيراً!!
أما متى سيأتي الحل الموعود، فلا أحد يعلم.. و يبقى على المحروم من الجنسية أن يغالب اليأس دائماً ويتمسك بالأمل والوعود بانتظار الفرج.. وليته يأتي قبل الانتخابات القادمة!!