الجزيرة 16: «قاسيون الأزمة عشوائي»!
اشتكى بعض سكان مشروع دمر، وتحديداً في الجزيرة 16، من تحول المنطقة إلى مقصد لبعض أهالي دمشق للسهر، وخاصة فصل الصيف، نتيجة طبيعة المنطقة المرتفعة، التي أضحت بديلاً عن جبل قاسيون خلال الأزمة كمقصد للمواطنين، رغبةً في الحصول على الأجواء ذاتها تقريباً، لكن دون مطاعم أو مقاهٍ.
والسبب الأساسي في ذلك هو عدم توفر البديل المناسب على مستوى السياحة الشعبية والمتنزهات العامة للمواطنين، بظل السياسات التي رمت بعرض الحائط بمتطلبات العيش الكريم للمواطنين، كما لم تولي الاهتمام بما هو موجود من هذه الأماكن، بالإضافة إلى تحويل بعضها إلى أمكنة مخصصة للاستثمار الخاص ولمصلحته.
قمامة وإقلاق راحة
قصد المنطقة بشكل يومي، خلّف عدة مشاكل بالنسبة للسكان، كونها مأهولة، عكس جبل قاسيون.
وبحسب الشكاوي، فقد «انتشرت القمامة، وباتت أصوات الأغاني المرتفعة الصادرة عن سيارات المرتادين تشكل إقلاقاً لراحة السكان، عدا عن بعض المظاهر المخلة بالآداب»، على حد تعبير أحدهم.
بحاجة إلى تنظيم
كنان، وهو أحد سكان المنطقة يقول: «تم توقيع عريضة من سكان الحي ورفعناها لأكثر من جهة، وتم التواصل مع المخفر أكثر من مرة، دون جدوى!».
السكان هناك، بحسب كنان، يطالبون بتنظيم ارتياد المنطقة، وإيلائها رعايةً واهتماماً خاصين كونها مأهولة بالسكان، وعدم ترك القضية «عشوائية» بهذا الشكل.
حملات تنظيف غير يومية
مدير النظافة بمحافظة دمشق عماد علي، برر انتشار الأوساخ عبر تصريحات إذاعية، بأن «المنطقة مفتوحة هناك، وهبات الرياح تنثر الأكياس والأوراق».
مضيفاً: «الجزيرة 16 تقع في آخر مشروع دمر، وقسم منها غير مأهول، وقسم آخر بُناه التحتية غير مكتمل بعد، وعادة ما يتم التعامل مع المناطق من هذا النوع على طريقة الحملات الدورية وليس اليومية».
لكن، كنان يؤكد أن الجزيرة 16 عبارة عن 154 محضر، بينها 45 محضراً فقط غير مكسي، والباقي مأهول بنسب متفاوتة، مشيراً إلى وجود «كثافة سكانية» لا بأس بها.
الحملات التي تقوم بها مديرية النظافة استناداً لحديث علي، تتم مرتين أو ثلاث في الأسبوع فقط، أي أن القمامة فعلاً تتراكم ليومين على الأقل، نتيجة الارتياد اليومي و«الكثيف».
لا حاويات ولا سلل
ورغم تحول المنطقة لمقصد يومي، إلا أن حاويات القمامة غير موجودة هناك، وحتى السلل المركبة على الأعمدة تمت إزالتها رغم الحاجة إليها، وقد برر علي إزالة السلل «العامودية» بـ «الضروريات الأمنية»، لكنه أشار إلى وجود دراسة لإعادتها مرة أخرى في تلك المنطقة، بينما رأى بحل وضع الحاويات الكبيرة «غير مجدٍ» كون المرتادين لا يتجمعون بمكان واحد في الجزيرة بل بأماكن متباعدة.
برسم محافظة دمشق
بين الواقع والتبريرات، يبقى حال الإزعاج وإقلاق الراحة، وانتشار القمامة والأوساخ، قائماً بالنسبة للأهالي المقيمين في المنطقة، بانتظار أي حل جذري لظاهرة أصبحت قائمة بحكم الأمر الواقع!.
والأهم هو إيلاء الاهتمام اللازم بأماكن السياحة الشعبية، عبر تأهيل ما هو موجود منها، وإحداث أماكن جديدة تتناسب مع الاحتياجات المتنامية للسكان.
ولعلنا لم ننس ما تم الحديث عنه منذ سنوات عن بعض أرض كيوان، وأرض معرض دمشق الدولي القديم، بأن أجزاء منهما سيكونا بمثابة متنفسات شعبية للمواطنين داخل العاصمة، مثلاً، فأين أصبحت تلك الأحاديث والوعود؟.
سؤال برسم محافظة دمشق؟.