ماذا وراء صمتكم يا محافظة طرطوس؟
متابعة للمادة التي نُشرت في «قاسيون» العدد (305)، ما يزال خبر إقامة «مكب النفايات في منطقة مقالع إسمنت طرطوس» معلقاً، فلم تتقدم حتى الآن أية جهة رسمية بنفي أو تأكيد إقامة المكب المذكور، فيما يزداد مواطنو المنطقة قلقاً، ويضيقون ذرعاً من هذه اللامبالاة تجاه مخاوفهم ومطالبهم المحقة في إبعاد المكب عن هذا الموقع الذي سيتسبب بأضرار فادحة في حال إقامته على خمس قرى على الأقل هي: متن الساحل، زمرين، السودا، بعشتر، حصين البحر.
وقد قابل وفد بلدي محافظ طرطوس بهذا الشأن، فأخبرهم أن هناك لجنة فنية مسؤولة عن اختيار موقع للمكب، وأن الموقع النهائي لم يحدد بعد... وهكذا عاد الوفد دون جواب واضح..
وبسؤال السيد رئيس بلدية متن الساحل عن صلاحيات البلدية، أشار إلى أن موقع المكب المفترض في مقالع معمل الإسمنت، هو ضمن استملاكات معمل الإسمنت، وبالتالي، فقبول إحداث المكب أو رفضه، هو خارج صلاحيات البلدية.
وفي تطورات الوضع أيضاً، كتب أهالي قرية متن الساحل عريضة تشرح مخاطر اختيار هذا الموقع، وخاصة على القرى المذكورة أعلاه، وفداحة الأضرار الصحية والبيئية التي ستطال المنطقة عموماً والمياه الجوفية فيها، في حال تم إقامة المكب، وهي منطقة ذات أهمية كبيرة، زراعياً وسياحياً، وذات كثافة بشرية عالية، وبينت العريضة أن المنطقة تعاني أصلاً من إهمال ومشاكل مستمرة، ولا تجد من يبادر لحلها..
و بناء على ما سبق نسجل النقاط التالية :
1 - نستغرب وضع مقالع الإسمنت كأحد الاختيارات لموقع المكب، حيث أنه من الواضح وضوح الشمس المخاطر الفادحة لهذا الاختيار وتأثيره على العديد من القرى كما أسلفنا.
2 - إن هذا التكتم على الموضوع وحجب أية معلومة مفيدة عن المواطنين، يدل على الاستخفاف بهمومهم ومخاوفهم من جهة، ويشير إلى خطورة وحساسية هذا الموضوع لجهة تورط البعض ممن يضعون هموم ومشاكل المواطنين في آخر الأولويات.
3 - نستغرب تصريح بعض المسؤولين أن إقامة هذا المكب ترتبط بمراكز وجهات أعلى منهم، في إشارة واضحة لرفع المسؤولية عن أنفسهم، ولإسكات الناس، وجعل المسألة تفرض كأمر واقع.
4 - أخيراً بدأ صبر المواطنين في المنطقة ينفذدمن عدم تجاوب الجهات المسؤولة مع مطالبهم ومخاوفهم من هذا المكب المدمر، ولذلك فإننا نطالب بالإعلان فوراً عن إلغاء هذه الفكرة، وطمأنة أهالي المنطقة بأن قراهم ستبقى صالحة للسكن، خاصة أن بعض الظرفاء بدؤوا يتداولون مجموعة من الطرف والنكت، كان آخرها أنهم ينصحون الجهة المسؤولة عن هذا المكب بإبعاده عن هذا الموقع، كي لا يأتي يوم يقال لهم فيه ما غناه الفنان وديع الصافي «هوا الوديان ذكرني بهواكم!...».