وبدأ الهدم في كفرسوسة..
وأخيراً حصلت محافظة دمشق على مرادها الذي استعصى عليها زماناً، وقامت آلياتها القديمة والحديثة بعمليات هدم «ممتعة للغاية» في الشارع رقم 2 في منطقة كفرسوسة دون أن يحصل معظم الساكنين، المالكين والمستأجرين، على سكن بديل..
عمليات الهدم بدأت صباح يوم الثلاثاء 11/9/2007 لترمي المصادفة بوقعها على أناس أكثر بساطة هذه المرة، حيث يتزامن انهيار هذه البيوت الصغيرة المتلاصقة مع ذكرى انهيار برجي التجارة في نيويورك مع اختلاف الفاعلين والغايات والذرائع المختبئة خلف كل منهما..
ولكن بالتأكيد لا تزيد بشاعة أحداث أيلول في نيويورك عن مثيلتها في كفرسوسة، وإن كانت الأدوات ليست طائرات مخطوفة، بل جرافات يقودها عمال تشبه أحوالهم إلى حد التطابق أحوال المتضررين..
ومن الإثباتات الهامة على دقة المسؤولين لدينا في اختيار المواعيد المناسبة أن الهدم جاء في اليوم الثالث للعام الدراسي الحالي، ويعترف هؤلاء المسؤولون أنفسهم أن عدد طلاب المدارس من أبناء المنطقة المنكوبة ينوف عن 360 طالباً في مراحل التعليم المختلفة.. فماذا سيفعل هؤلاء؟ وما سيحل بهم وبذويهم؟؟ هذا سؤال لا ننتظر أية إجابة عليه.. فمع حكومتنا الرشيدة الحالية (وهذا عهد سابقاتها أيضاً)، التي ما انفكت تنزل المصائب على رؤوسنا لم نعد نرجو شيئاً إلا أن لا نموت من الجوع.. وبتعبير مارسيل خليفة: «الله ينجّينا من الآت»!
يذكر أن صحيفة «قاسيون» قامت مؤخراً بتغطية كاملة لأوضاع الحي الذي يجري هدمه حالياً، بينت فيه أن كل الحجج التي تتخذها المحافظة هي حجج واهية، ولكن لا حياة لمن تنادي..