كيف أصبحت شيوعياً؟ ضيفنا لهذا العدد الرفيق بركات مهاوش أبو سكة
الرفيق المحترم أبو يوسف حدثنا كيف أصبحت شيوعيا؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال أريد أن أشير إلى أمر أراه هاما وهو أن زاويتكم هذه تركت لدي انطباعا صادقا بحقيقة أن الحزب هو أفراد ومجموع في آن واحد، ولا يمكن أن ينمو ويقوى إلا إذا كان أفراده أقوياء، أقوياء بقناعتهم بصحة مبدئهم، وبإخلاصهم لشعبهم ووطنهم، فالحزب الشيوعي ليس مجرد تجمع أفراد،بل هو خلية عمل ونشاط وعطاء ،هو جنود خندق نضالي بامتياز،وأقول بمرارة شديدة: عندما خرج هؤلاء الجنود من خندقهم، وارتضوا بالعمل السهل المريح (والمربح عند البعض)، فقدوا دورهم وقوتهم ومكانتهم التي صنعتها التضحيات الغالية والجهود الجبارة لآلاف الرفاق البواسل خلال زمن طويل، وأقولها صادقا: إن لم يعد الرفاق إلى خندق نضالهم فلا أمل يرجى ولا دور يذكر!!!.
أنا من مواليد دمشق باب توما عام 1949 كان أبي عاملا نجارا مستخدما بوزارة الدفاع،درست المرحلة الابتدائية والإعدادية وحتى الصف العاشر في مدرسة الآسية ثم انتقلت إلى التجهيز الأولى لمتابعة الدراسة الثانوية، وفي عام 1969 عملت بالشركة الأهلية للمنتجات المطّاطية وفيها خضت أول نضالي العمالي، فقد عانى العمال في هذه الشركة من حرمانهم حقهم من الأرباح السنوية لأكثر من خمس سنوات، ومرت عليهم تسعة أشهر دون أن يحصلوا على مكافآتهم الشهرية «فتزعمت» وبالتعاون مع عدد من الرفاق أذكر منهم الرفيقين نوري قاسم ونواف جرماني اعتصاما للعمال استمر حتى حضر وزير الصناعة مروان حبش وأمين فرع دمشق لحزب البعث محمد أحمد رباح واثنان من اتحاد عمال دمشق، ولم نفك الاعتصام حتى أعطوا لكل عامل مبلغ 300 ليرة دفعة من حساب الأرباح السنوية ،وتعهد المدير العام للشركة أمام المسؤولين المذكورين للعمال بإعطائهم مكافآتهم.
لقد كانت بداية سماعي بالشيوعية خلال المرحلة الإعدادية حيث كنت أسمع بعض الطلاب يتحدثون عن الشيوعيين وما يقومون به من أجل الكادحين الفقراء، فجذبتني هذه الأحاديث وبخاصة أنني من أسرة فقيرة معدمة كما يقال «تحت الأرض» وقد أدخلني قريبي جريس الهامس للحزب الشيوعي العربي الماركسي اللينيني الذي كان هو أمينه العام، غير أن اثنين من جيراننا في الحارة هما الرفيقان حنا إبراهيم وكرم حنا تمكنا من إقناعي بترك ذلك الحزب وعرّفاني على الحزب الشيوعي السوري وعن طريقهما انضممت لصفوف الحزب في أوائل السبعينات، وأول فرقة دخلتها تتكون من الرفاق عجاج وسالم الزهر ورياض مراد ورياض أبو سكة، وفي عام 1980 كان مسؤولنا الرفيق بطرس أبو شعر ثم حالت ظروف خاصة بيني وبين التنظيم لفترة قصيرة، ولأعود بعدها للحياة الحزبية عن طريق الرفيق توفيق البطل وبقيت في التنظيم حتى المؤتمر التاسع ،وصرت مثل الكثيرين غيري خارج الالتزام الحزبي، ولعلكم تعرفون الأسباب!!
لكنني رغم ذلك الوضع شاركت باندفاع بكل الاعتصامات والمظاهرات التي قادتها اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين دعما للانتفاضة والمقاومة الفلسطينية، وضد الحرب العدوانية على العراق، وتأييدا للمقاومة العراقية وللمقاومة اللبنانية الباسلة التي مرغت أنف الصهاينة بالوحل والهزيمة والعار.
إنني ومن خلال صحيفة قاسيون التي أتابع قراءتها كلمة كلمة أتوجه إلى جميع الذين يعز عليهم تاريخ الحزب المجيد في النضال ضد الاحتلال الفرنسي، وضد الدكتاتوريات العسكرية، وضد الأحلاف الاستعمارية، وفي سبيل حقوق العمال والفلاحين في سبيل صون كرامة الوطن والمواطن، أتوجه إليهم للعمل المخلص بين الجماهير وفي طليعتها ،ليستعيد الشيوعيون حزبهم ودورهم في حماية الوطن وسعادة الشعب، وشكرا لكل العاملين في هذا الاتجاه.