ناصر العبد ناصر العبد

الباعة الجوالون يحتلون أرصفة دير الزور!

تحدثنا نحن وغيرنا كثيراً عن تجاوزات الأرصفة المستمرة في دير الزور وعن ظاهرة احتلالها من الباعة، إلا أننا لم نلحظ أي رد من الجهات المعنية، وكأننا ننفخ في قربة مثقوبة، مما أدى لتفاقم الظاهرة بدراية الجهات المسؤولة التي ظلت متجاهلة هذا الواقع..

والآن ما هي الصورة؟ الأرصفة المخصصة أصلاً للسير الآمن للمواطنين احتلها تماماً الباعة الجوالون وباعة البسطات، وأُشغلت أيضاً بمقاهٍ متواضعة ذات كراسٍي صغيرة..

ووصلت الفوضى إلى الساحة العامة التي تعتبر مركزاً للمدينة، حيث أصبح حالها أكثر سوءاً من أحوال كل ما يجاورها للسبب نفسه.

وقد وردت إلينا شكاوى عديدة من شرائح متنوعة، حيث قال أحدهم: «نحن في القرن الحادي والعشرين، ومدينتنا مستباحة للفوضى العارمة.. هل يعقل ذلك؟»..

وما رأيناه بأنفسنا قرب سوق الهال الذي احتُلت أرصفته وكامل الشارع أكثر سوءاً مما كنا نحسب، وعلى سبيل المثال، ثمة امرأة عجوز وجدناها جالسة على مساحة صغيرة على طرف الرصيف، وحين استوضحناها عن سبب جلوسها هكذا، قالت: «بيتي قريب.. وراء هذه المظاهرة، لكنني لا أستطيع أن أمر بسبب الزحمة»، وقد ذكرنا هذه القصة لمجلس المدينة، لكن «لا تندهوا مافي حدا»!.

أيعقل أن تصل المهزلة لهذه الدرجة.. أن يحتل الباعة حتى الشارع؟!

لقد تسبب ذلك بحوادث كثيرة ومشاجرات وملاسنات حادة بين الناس والباعة، فلماذا لا تقوم الجهات بعملها وتقمع المخالفات، وهي ليست مخالفات فقط بل هي بمثابة التحديات؟.

نحن نقدّر الظروف المعيشية الصعبة ولهيب الأسعار الذي يكتوي به الجميع، وبالتأكيد لسنا مع قطع الأرزاق، ولكن بالتأكيد أيضاً ليس هذا هو الحل..

لا يمكننا إلا أن نأمل الخير من مجلس المدينة لإيقاف هذه التجاوزات، وإلا فإن الأمور ماضية نحو المزيد من السوء..