شيوعيو طرطوس يلتقون في ندوة سياسية متميزة.. د. قدري جميل: لا بديل عن وحدة الشيوعيين السوريين

تتويجاً لخطوات سابقة من التنسيق والتقارب بين مجموعة كبيرة من الرفاق في تيار النور ممثلة بعشرات الكوادر على مستوى القيادات والقواعد، وبين الرفاق في تيار قاسيون واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، أقام شيوعيو طرطوس ندوة سياسية متميزة في بلدة (يحمور)، حضرها عشرات الكوادر الشيوعية..

الرفيق رئيف بدّور الذي انتخب مؤخراًَ عضواًَ في اللجنة المركزية لمجلس محافظة طرطوس، (حيث كان قد ترشح كمستقل، وجرى تنسيق وتعاون كبيران بين جميع الشيوعيين وأصدقائهم في المعركة الانتخابية مما ساهم في النهاية بنجاحه بأكثر من اثنين وعشرين ألف صوت)، افتتح الندوة بالتأكيد على أهمية التسريع بإنجاز وحدة الشيوعيين، مشيداً بما قامت وتقوم به اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بهذا الخصوص، مذكّراً بأن البعض اعتقدوا عند توقيع ميثاق شرف الشيوعيين وتشكل اللجنة، بأن ذلك سيكون مجرد فقاعة لن تلبث أن تزول، أو أن ثمة دكان جديد سينضم إلى بقية الدكاكين، لكن الأحداث أثبتت أن هذه اللجنة هي حالة صحية وموضوعية فرضتها الضرورة لإعادة الحزب الشيوعي السوري إلى جماهيره، ليتحمل مجدداً مسؤولياته الوطنية والطبقية، وليقوم بدوره الوظيفي في المجتمع، بعد أن جرى إهماله فترة طويلة بسبب الانقسامات والإغراءات والترهل..

الندوة خطوة متقدمة من خطوات التنسيق المتتابعة، وهي دليل جديد على الإحساس الكبير بالمسؤولية والروح الرفاقية العالية التي يتحلى بها هؤلاء الرفاق الكوادر، الذين ظلوا محافظين على التزامهم الشيوعي، وما يزالون مصرين على استمرارهم في عملهم الحزبي. وعلى هذه الأرضية كان التنسيق والعمل المشترك، وكانت الندوة أو المحاضرة التي تحدث فيها الرفيق د.قدري جميل وكان العنوان الأساسي لحديثه هو الكيفية والدوافع والمنطلقات والآليات التي تم بها تشكيل خطاب وممارسة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.

وتحدث د.قدري عن الانقسامات وأسبابها والقواسم المشتركة الكبيرة في أزمات التنظيمات الشيوعية، وربطها بالظرف الموضوعي وبحالة التراجع التي شهدتها الحركة الشيوعية والحركة الثورية عموما في النصف الثاني من القرن العشرين، وعن انفتاح الأفق أمامها مجددا أمام استعصاء أزمة النظام الرأسمالي العالمي وعلى رأسه الإمبريالية الأمريكية التي ازدادت عدوانيتها بفعل تراكم أزماتها، وأصبحت محكومة بالحرب وتوسيع رقعتها. كما ربط ما حدث بالظروف الموضوعية والذاتية الداخلية في سورية، والأخطار التي واجهتها في الماضي وتواجهها الآن بشدة، وكيف انعكس كل ذلك على الحزب الشيوعي السوري، وما أدت إليه حالة التراجع العام من تفشي لظاهرة الحالة الفصائلية التي شاهدناها طوال أربعة عقود والمستمرة حتى اليوم، مؤكدا أن حالة الصعود العام ستهيئ مجددا المناخ الذي سيسمح بتوفر الإرادة الكاملة لإنجاز وحدة الشيوعيين السوريين، والتي ستساعد جدياً في المعارك الوطنية الراهنة والمستقبلية.

وتخللت المحاضرة الكثير من التفاصيل التي شرحت ووضحت الملامح الأساسية لرؤية وخطاب اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وتيار قاسيون، وكانت المداخلات والنقاشات في نهاية المحاضرة جدية وهامة، وجاءت لتؤكد مرة على حجم التقارب موضوعيا بين الشيوعيين السوريين اليوم، وكيف أن هنالك إمكانية جدية لتحقيق انجازات ملموسة على طريق بناء الحزب الشيوعي السوري الواحد والموحد.

كانت الانطباعات بالمجمل جيدة والمعنويات مرتفعة وانتهى اللقاء على أمل لقاءات أخرى لتضيف المزيد من التقارب والتنسيق بين الرفاق الشيوعيين بمختلف فصائلهم في محافظة طرطوس..