العزاء لسورية بعصام الزعيم
لولا شيء من ورع التحفظ الناتج عن التسليم بأن الموت حق، وبأن أحداً لا يعرف بأي أرض يموت، وبأن لكل إنسان أجلاً لا يمكن تقديمه أو تأخيره لحظة واحدة... لولا هذا كله لاعتبر كثيرون أن عصام الزعيم قد قضى اغتيالاً، ولفكروا برفع دعوى لمحاسبة من يمكن اتهامهم بتدبير جريمة الاغتيال هذه!
ومع أن الدكتور عصام الزعيم كان معتّل الجسم، ويشكو من أكثر من مرض، لكنه كان قــوياً بإرادته، جباراً بروحه، مقاوماً من طراز فريد للخطأ والعلة في السياسة وفي الاقتصاد وفي الصحة العامة.. والخاصة.
ومؤكد أن هذا الأكاديمي المتميز والخبير الاقتصادي المحترم، كان بوسعه أن يعطي بلاده من علمه الكثير الكثير، لولا أن البيروقراطية قتالة، ولولا أن الجهلة والفاسدين هم بالضرورة أعداء للمخلصين والشرفاء، لاسيما إذا ما تمت توليتهم شؤون البلاد والعباد.
عصام الزعيم، الأستاذ الجامعي، الباحث، الدارس، الخبير والمستشار الاقتصادي والفني للعديد من المنظمات الدولية والجامعات العربية والأجنبية، هو ـ بحق ـ ابن حلب البار: يعتز بانتمائه إلى الشهباء، يعرفها جميعاً، أما أحياؤها القديمة فيعرفها بيتاً بيتاً، ويعرف فنونها وفنانيها المبدعين، في الصناعة والبناء كما في الموسيقى والغناء، ولعل أحداً لا يعرف أكثر منه إلا ابنة عمه حاملة مفاتيح حلب آمنة الزعيم.
لقد كان إنساناً عظيماً، وبالتأكيد فإن سورية قد خسرت بغيابه اسماً علماً.
العزاء لأسرة الفقيد الكبير، السيدة عقيلته، ولآل الزعيم خصوصاً ولحلب الشهباء، بل ولسورية جميعاً.
■ تصوير: قاسيون