يوميات مسطول: الله يرحم أيام زمان
الله يرحم أيام زمان لما كانت الهوية الشخصية تتضمن المهنة، وعندما كان يحدث اشتباك بين مواطنين كانا يبرزان لبعضهما الهوية الشخصية فيعرف كل منهما حدوده، فإذا كان أحدهما موظفاً والأخر عاملاً مثلاً، ينسحب هذا الأخير خوفاً من الموظف ويعتذر منه، لأن الموظف أيام زمان كان شغله أبهة!
يعني كانت الناس تعرف حدودها، صح شباب ولا لأ؟ أما اليوم فكل ما اشتبك مواطنين يصرخان بصوت واحد:«عريف مع مين عم تحكي» وبيكونوا الاثنين راكبين بالصرصور تبع العشر ليرات، كحيانين مو ملاقين ياكلو، وثيابهم بخشها العت.
أنا مع تنظيم جديد للمجتمع. لازم نكتب على الهوية الشخصية ثروة المواطن، لأن المهنة لم تعد مؤشراً على المكانة الاجتماعية. شو قيمة الموظف وأستاذ الجامعة والطبيب الآن؟ كل المهن ما بتسوى نكلة، المهم الثروة.
شو رأيكم نكتب المراتب التالية على الهوية:
غني كتير، غني، غني شوي، فقير شوي، فقير، فقير كتير، شحاد
فيصبح الموظف شحاداً، شفتوا كيف تغير الزمن.
هيك بيتنظم المجتمع تماماً، الغني بيعرف حاله والفقير كذلك، الغني بيسحب هويته عندما يحدث شجار ما والفقير كذلك وبيعتذر باحترام وخوف، لأنو بيعرف مكاتنه، والشرطي بيطلب الهويات وبيسحب الفقير عالمخفر وبيعمله فلقة معتبرة توصل صريخه لباريس، حتى يصير يعرف مركزه تاني مرة! وبلا تحقيق وقوانين وأصول, وبلا وجع راس. وبيمنع البرلمان زواج الناس من بعضها على كيفها، يعني الغني لازم ياخد غنية حصراً، والفقير فقيرة، والشحاد شحادة، والغني كتير غنية كتير...إلخ، وبينفذ البرلمان عقوبة الإعدام على اللي بياخد من غير طبقته، ويُقر هذا التنظيم دستورياً.
حلو الكلام ياسادة ياكرام؟!