النقل الداخلي في حلب
إن كل ما قيل ويقال عن أن أزمة النقل الداخلي في حلب قد انفرجت هو حديث فارغ ومضلل، فالأزمة لا تزال قائمة إن كان من جهة الحافلات أو من جهة المواقف، ولم يأبه مجلس المدينة بالمطالبات المتعددة بإنشاء مواقف تقي الناس حر أشعة الشمس المحرقة في الصيف، والأمطار المغرقة في الشتاء الذي أصبحنا مقبلين عليه.
لقد كنا نحلم بالدخان الأبيض القادم مع الحافلات الجديدة عوضاً عن الدخان الأسود المنبعث من الحافلات القديمة ليبشرنا بحل مشكلة النقل الداخلي، إلا أن سلاطين النقل العام أداروا ظهورهم، ولم يلتفتوا لمشاكل الناس، والعمل على حل معاناتهم وإبعاد كأس الفوضى عن شفاههم.
لقد كتب وقيل الكثير دون جدوى عن النقل الداخلي في حلب وخاصة خطوط «الدائري الجنوبي» و «السكري» و«الهلك»، فالعقدة الخفية التي تشكل عقبةً أمام حل أزمة النقل الداخلي هي عدم قيام المسؤولين عن هذا القطاع بزيارات ميدانية يطلعون فيها على مشاكل الأهالي ويعملون على حلها.
الناس يسكتون نتيجة الخوف، ويتحركون بفعل الصدمة، ويرضخون خشيةً من الآتي الأعظم. فما تم فعله حتى الآن في حلب (الخط الدائري الشمالي) جاء كرشة ماء على وجوه الأهالي المضطربة، فتوهم الناس أن الأزمة قد بدأت في التلاشي.
أملنا كبير في أن تتلاشى هذه الأزمة فعلاً، وكل ما نريده هو الإسراع بإيجاد مواقف حضارية تليق بالمدينة وسكانها، والإسراع في استبدال خطوط «الدائري الجنوبي»، «السكري»، «الهلك»، أو مراقبة هذه الخطوط بحيث يلتزم القائمون عليها بكرامة ومكانة الإنسان المتنقل بواسطتها.
أملنا كبير، ونرجو أن لا يكون طلبنا هذا مجرد صيحة في صحراء.