برسم وزير الاتصالات.. رحلة الأمل الماراثونية لإصلاح خط هاتف..
توجه أهالي قرية جسر التوتة الواقعة في سهل الغاب - محافظة حماة، إلى صحيفة قاسيون، لكي تسمع شكواهم إلى وزارة الاتصالات والتقانة بعد أن ضاقت بهم الحيل وانعدمت عندهم الثقة بالمسؤولين في محافظة حماة ؟
فأهالي القرية يشكون من انقطاع خطوطهم الهاتفية الثابتة البالغ عددها خمسة وسبعين خطاً منذ فترات مختلفة في طولها، فقسم من هذه الخطوط معطل منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقسم آخر منذ سنتين، أما آخر الخطوط فقد صمد حتى ما قبل عدة شهور، لكنه تعطل فجأة وبشكل كامل عندما انقطع الكبل الهوائي الواصل من مركز جورين الآلي إلى قرية جسر التوتة.
شكل أهالي القرية لجنة ووقعوا على عريضة تطالب بتغيير الحال إلى أحسن، وهنا بدأت المتاعب، حيث كانت بداية معاناتهم مع مدير مركز الاتصالات في جورين، الذي وضع اللوم كله على المهندس المسؤول عن الخدمات الريفية بمديرية الهاتف بالمحافظة! لعدم تزويده بكبل جديد.
سارع الأهالي للاتصال مع المهندس المذكور للاستفسار عن السبب، فأجابهم بأنه سوف يضع حداً لهذه المشكلة، وسوف يعمل على إصلاح جميع الخطوط المقطوعة من خلال تزويد القرية بكبل جديد. ولكن الوعد بقي وعداً.. و(على الوعد ياكمون)!؟.
لم يطل الصبر بالأهالي، فتقدموا بعريضة إلى محافظ حماة السابق عليها أرقام هواتفهم المقطوعة وأسماؤهم، ولكنها بقيت باردة في الدروج أو أحيلت إلى سلة المهملات.
اتصلوا بمدير الهاتف بحماة، فأبدى تفهماً لقضيتهم، ووعدهم وعداً مسؤولاً بأنه سيحل المشكلة نهائياً خلال شهر ونصف، لأنه سوف يعمل على تزويد القرية بصحون لاقطة بدلاً من الكبل الهوائي، وطلب منهم الصبر والتريث؟ انقضت المدة وزادت شهوراً وليالي ولم يحصلوا على أية نتيجة!
اتصلوا بالمهندس المسؤول عن الصحون اللاقطة، فأكد أن اللوم يقع على الشركة الألمانية التي وعدت بتزويد فرع المؤسسة بصحون لاقطة وأخلفت بوعدها، ولم يعد الأهالي بشيء، ولم يعطهم رقم الشركة ليكملوا مسيرتهم الماراثونية!.
وإلى الآن والأهالي متمسكون بالأمل، وما زالوا يدفعون الرسوم والفواتير في كل دورة، وهم في حالة انتظار حرارة الخطوط التي تنتظر من يقوم بإصلاحها، علماً بأن الكبل القديم ليس من الصعب إصلاحه، على الأقل ريثما تصل الصحون اللاقطة!..
فما ذنب المواطن أن يتحمل كل هذا التيه الذي لا نهاية له مع مدراء مؤسسات من النوع السائد في بلدنا؟ المسألة برسم وزير الاتصالات..