يوميات مسطول تعالوا نعمل مساواة..

جدتي رحمها الله كانت متقّنة نظايفية فهمانة محبوبة. وعندما كبرت ولسه مافيني حب ولا بعرف مين بدي أتزوج، نصحتني نصيحة ثمينة... قالت لي عندما أعجبت بفتاة بيضاء: ولك يا ابني إنت غلطان. ما بتنفعك. البنت نص جمالها سمار ونصه الثاني شراطيط. صحيح عندنا السمار قليل، بس البنات كتار.. والبنت فيها تشتري شراطيط وبتلبس وبتطلع مثل القمر بليلة بدر. يا مسطول، المهم إنو تكون بنت عالم وناس وبتفهم وبتحبك وبتحبها، وبتكره المرتزقة وبتحب الفقراء.

ومعها حقّ، فعلاً إذا كانت الصبية سمراء ولبست حلو ومناسب لجسمها وطولها ولون بشرتها ووزنها، بتمرّ بحارة طويلة عريضة ما بتشوف إلاّ وقفت السيارات وشرطي المرور ينصاب بالجمود مثل التمثال، وبيوقف الرجال والنسوان والأولاد وعيونهم تتابعها، وأصحاب المحلات بيبطلوا البيع، وبيزيد خفقان القلب عند العزابية والمتزوجين، واللي مريض منهم بيروح إسعاف.. والنسوان عم تمصمص شفايفهن، وعيونهن عم تغزل غزل من الغيرة.

بس في مشكلة: اللبس غالي، بنات الأغنياء ما عندهن مشكلة، بيكونوا غالباً بشعات مثل الغولة بيشبهوا سمير عباس، بيروحوا بيتمكيجوا وبيعملوا شعرهن وبيتحمموا بالعطر وبيركبوا سيارات غالية كتير، ولما بينزلوا من السيارة عالديسكو بتنبهر وبيصيبك إحباط وذهول.

بتتأكد منهن بعد ما يرقصوا ويعرقوا وتتجعد الملابس وتنبل من العرق.. بترجع خالتك الغولة لشكلها.. المشكلة عند معظم الأغنياء إنن ما بيحبوا ولا بيعشقوا، بيتزوجوا غولة عندها فلوس.، والغولة بتجيب غولة، والصبية الغنية بتتجوز غول عنده فلوس بيجيب غول مثله. ما بيدوروا على السمرة ولا على جمال الروح.

إما بناتنا فالله خلقهن بيسحروا الإنسان والعصافير والشمس والقمر والورود: خفة دمّ وعقل وأصل وجمال وحب وحنان. يعني مثل المغناطيس بيجذبوا الشباب بالروح.

بس المشكلة الموضة. لعنها الله. كل سنة سنتين بتطلع موضة شكل. سنة تنورة قصيرة مع جاكيت. سنة بنطلون ضيق، وسنة واسع. واللون مرة غامق ومرة فاتح...الخ.

والموضة هالسنتين ثلاثة كانت بنطال الكوبوي مع بلوزة ملونة قصيرة بتبيّن صرة الصبية والصبايا لازم يلبسوا عالموضة، ما فيهن يخالفوها، بيموتوا.. لاقوا حل. بيلبسوا بنطال جميل وبلوزة رخيصة ملونة أجمل صناعة تقليد للماركات، وتحت البلوزة بلوزة داخلية سميكة منشان ما تبين صرتها، يعني احتيال عالموضة، وماشي الحال، عم تطلع البنت بتجنن.. يعني الصبية الحلوة الفقيرة مرتاحة. بس إذا صارت الموضة تنورة لفوق الركبة مستحيل يلبسوها كل صبايانا. الصبية بدها تطلع بالصرصور بالتنورة، وبدو ينكشف جسمها لأنو الصرصور مقاعده خربانه والتنورة رقيقة بتتمزق. يعني كل مطلع شمس بدها تنورة جديدة. من وين؟ ليش نحنا عم نلاقي أكل بالأول؟

شو الحل؟!.... جمال بنات سورية في خطر بيجوز السنة الجاية بتجي موضة التنورة. ونحن الفقراء ما معنا نشتري سيارات ولا نصرف عليها.. لا نريد أكثر من راتب كل شهر. هادا غير ثمنها. والصبايا الحلوات ما بيركبوا الميكروباص (الصرصور) وهن لابسات تنانير. وما بيلبسوا إلا عالموضة. يعني بيقعدوا بالبيت وبيتركوا الدراسة والشغل والطلعة من البيت. يا سيدي. البلد بتنظلم والقمر ما عاد بيطلع والورد بيموت.

ما لاقيت غير حلّ واحد ما في غيره: عجايز سورية (مثلي) وشبابها وصباياها يشيلوا الأغنياء من طريقهم، ويعملوا مساواة بالدخل بين الناس. وهيك كل البنات بيصيرو حلوين وبترجع الورود بتعيش ويبيطلع القمر والبلد بتنوّر.. علينا نور!!

آخر تعديل على الإثنين, 05 كانون1/ديسمبر 2016 23:49