أجهزة غسيل الكلى في البوكمال لا تعمل

لا ندري ما هي الأسباب الفعلية التي أدت إلى زيادة عدد المصابين بمرض القصور الكلوي ومرض الكبد الفيروسي في مدينة البوكمال.. أهو الهواء أم الماء أم الفساد أم الغلاء أم ماذا.. هذه التساؤلات التي لم نجد لها أجوبة شافية، أبقت المواطن في البوكمال يدور في حلقة مفرغة لا يعرف بدايتها من نهايتها، وفوق كل هذا يأتي إهمال وزارة الصحة ومديريتها في دير الزور ليزيد الطين بلة كما يقال، وذلك من خلال الإهمال الحاصل في قسم غسيل الكلية في مشفى الباسل في البوكمال، حيث يوجد في هذا القسم /12/ جهاز غسيل، ثلاثة منها وهي من نوع (هوسبل)، معطلة وواقفة عن العمل لعدم وجود ورشة إصلاح مختصة في هذا المجال، وعندما تمت مخاطبة الوزارة بهذا الخصوص، جاء الرد بأنه لا توجد عقود صيانة لها!!.

وهكذا نجد أنفسنا أمام سؤال يطرح نفسه بقوة: هل عجزت الوزارة عن إيجاد ورشة مختصة تحت تصرفها، وذلك من خلال تدريب عدد من العاملين عندها، أم على المريض أن ينتظر إبرام العقود مع القطاع الخاص، الذي يتقاضى ألوف الليرات عن إصلاح أي جهاز مهما كان عطله بسيطاً؟.
 إن غياب أية استراتيجية بهذا الشأن يؤدي إلى هدر ملايين كثيرة على امتداد مساحة الوطن، وبالتالي على وزارة الصحة ألا تبقى مكتوفة الأيدي في هذا الشأن..
من جهة أخرى، إنه من المستغرب حقاً عدم وجود عدد كاف من الكادر التمريضي في هذا القسم، حيث لا يوجد سوى خمسة ممرضين يقع على عاتقهم حجم كبير من العمل والجهد، بالوقت الذي يوجد في مشفى دير الزور في القسم ذاته نحو /27/ ممرضاً وممرضة يعملون على /17/ جهازاً فقط.. وبالتالي فكأن البوكمال خارج تغطية وزارة الصحة ومديريتها في دير الزور، إذ رغم المطالبات المتكررة من الكادر الطبي والإداري والمرضى إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ناهيك عن النقص المستمر في دواء «البومين» الخاص بمرضى الكبد الفيروسي، إضافة إلى عدم وجود «العامل الثامن» بالنسبة لمرضى الناعور في أغلب الأوقات.
أمام هذا الواقع المزري نطالب وزارة الصحة ومديريتها في دير الزور بإقامة دورات تدريبية موسعة على عملية إصلاح أجهزة غسيل الكلى عبر إيفادهم داخلياً أو خارجياً، حفاظاً على أرواح الناس أولاً، وحفاظاً على الأجهزة بالتزامن المتلازم بدل أن يأكلها الصدأ والغبار، وتعيين العدد الكافي من الممرضين في قسم الكلية في البوكمال صوناً لكرامة الوطن والمواطن التي تبقى فوق كل اعتبار.