غايات سياحية لبلدية ركن الدين
بينما تجود السماء بخيراتها العميمة، نجد المسؤولين من أهل الأرض يبخلون بالقيام بواجباتهم، وكأنهم في تضاد مع الطبيعة والبشر على السواء..
هذا البخل طغى على بلدية ركن الدين في غياب معالجتها السريعة، وتلكؤها في الاستجابة لاستغاثات سكان حارة (جاد الله) والمعروفة بـ(طلعة حمام المقدم) وتحديداً في الشركسية جانب جامع الجديد.. وهم يوشكون على الموت غرقاً بعد أن طافت المياه في منازلهم، وأفسدت متاعهم وأثاثهم البسيط..
سكان هذا الحي، وبعد مراجعات كثيرة ومتلاحقة للبلدية، لم يجدوا أذناً صاغية أو قلباً متعاطفاً، وبعد أن سُدت الأبواب جميعها في وجوههم طلبوا عون صحيفتنا لتغيثهم وتنجدهم.
حين عاينا المكان، وبعد أن دخلنا منازل كثيرة، كدنا لا نصدق أعيننا لولا تأكدنا أن ما شاهدناه حقيقة وليس حلماً أو خيالاً.. فلقد تحولت غرف ومنازل هذه الحارة إلى مسابح اختلطت فيها مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي الآسنة.. دون أن تقوم بلدية ركن الدين بما يلزم لتخليصهم من هذا البلاء..
ويبدو أن البلدية بتغافلها عن الشكاوى المتلاحقة التي رفعها سكان هذا الحي وعدم مبالاتها بالموضوع تسعى لهدف سياحي عظيم، وهو أن تستكمل هذه الحارة الشعبية القديمة جميع مقومات المعالم السياحية بغية استقدام أكبر عدد ممكن من السياح لرفد الاقتصاد الوطني المترنح على أيدي الليبراليين الجدد.. فالتصدعات التي حصلت للكثير من جدران البيوت وهبوط بعضها لتترك فجوات كبيرة ما بينها وبين والسقوف التي تتربع عليها، سيظهران هذا الحي أطلالاً، وسيحسبه السياح من العصر اليوناني.. فيثير إعجابهم أكثر..
سألنا سكان الحارة ماذا كان رد بلديتهم تجاه ما أصابهم، فأطرق معظمهم ولم يحر جواباً..
محمد القصاص وهو أحد السكان قال: البلدية، أذن من طين وأذن من عجين، ولا حياة لمن تنادي.. اشتكينا حتى لمختار الحارة لكن دون جدوى.. فقط أرسلوا من عزّل المجرور لكن سرعان ما عادت حليمة إلى عادتها القديمة..
وعن سبب ما جرى قال قصاص: إن قطر المجارير التي تخدم الحي ضيق جداً، ولا يستطيع تلبية غزارة الصرف، إضافة إلى عدم وجود ميلان كاف، لذلك ترجع مياه شبكة الصرف الصحي إلى منازلنا، والأسوأ من ذلك أن البلدية تمنعنا من القيام بترميم ما تخرب في منازلنا!! وتابع: لاحظ هذا الأثاث الخشبي كيف انعدم!! أين نذهب بأنفسنا وأولادنا؟ ألأننا سكان حارة شعبية وفقراء يفعلون بنا ذلك؟؟!.
إن قاسيون تضم صوتها إلى صوت سكان هذا الحي، وتضع مشكلتهم برسم وزارة الإدارة المحلية والبيئة ورئيس بلدية ركن الدين ليتحمل الجميع مسوؤليتهم تجاه الناس.. وتطالب بالحل السريع والفوري لمعاناة السكان قبل أن تقع الكارثة الكبرى، فعندها لا يفيد الندم ولا التهرب من المسؤولية..