من الذاكرة: رأس المال المالي وتنامي الفاشية
حَفِل الأسبوع الماضي بكم كبير من الأحداث الهامة, مما جعلني أقف حائراً في اختيار موضوع مناسب «للزاوية» وبخاصة أن الذاكرة نشيطة ترتسم على صفحتها عدا المشاهد الحية وثائق ناصعة سجلتها أقلام المؤرخين من قلب الأحداث وساحات النضال, ولكل منها تجلياته في الأحداث العاصفة الحالية
ومنها على سبيل المثال «الاتفاقات» التي تمت في جنيف حول الملف النووي الإيراني, وتحديد موعد جنيف2 وهذا ما لجم إلى حد واضح أنياب الفاشية المسنونة لالتهام أمن الشعوب وحقها في العيش الحر الكريم
إن الفاشية هي أشرس وأخطر أعداء الإنسانية كما هو معروف لغالبية الخائضين غمار الكفاح الوطني والطبقي لخير شعوبهم, بل لخير البشرية جمعاء.
والمدخل الأقرب إلى تناول هذا الموضوع ما جاء في افتتاحية صحيفة قاسيون العدد الماضي من أن القوى المتشددة والممانعة لحل سياسي في سورية تندرج ضمن ثلاثة مستويات:
دولي وإقليمي وداخلي.
فعلى الصعيد العالمي تتحرك القوى الدولية المنتمية للفضاء السياسي الدولي القديم, وممثلها الأهم هو رأس المال المالي الإجرامي الدولي وأداته الفاشية المتمثلة بالقاعدة وفروعها.
لقد ناضل الحزب الشيوعي السوري منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الفاشية, وهذا ما عكسته صحافته «الإنسانية ــ صوت العمال ــ نضال الشعب ــ الطليعة ــ الطريق...»
فقد تصدى الشيوعيون والقوى الوطنية والديموقراطية الأخرى للحركات الفاشية وفضحوا أهدافها الحقيقية, وعرّوا ديماغوجية دعاتها وأكدوا من منطلق العداء الحقيقي للإمبريالية ونظامها الاستعماري, أن الدول الفاشية هي أكثر الدول الامبريالية شراسة وتعطشاً إلى الاستعمار والإلحاق, وشددوا على حقيقة أن النضال ضد الامبريالية ونظامها الاستعماري واحد لا يتجزأ وحذروا من استبدال استعمار باستعمار.
هذا بعض ما تعلمناه ونحن شباب في صفوف الحزب ضمن حلقات ثقافية أخذت شكل ندوات يحاضر فيها رفاق من الكادر الحزبي.
لقد عرفت بلادنا الحركات الفاشية في وقت مبكر نسبياً، تلك الحركات اتي نشأت للتصدي للفكر الشيوعي الذي بدأ يأخذ موقعه في وسط المثقفين, وتؤكد وثائق المرحلة المذكورة أنه وبمبادرة من الحزب الشيوعي السوري أُنشئت عصبة مكافحة الفاشية والنازية برئاسة المناضل الشيوعي أنطون ثابت... وللحديث تتمة.