محاكم منبج: بحاجة إلى الكثير من الاهتمام
محاكم مدينة منبج بمحافظة حلب في حالة يرثى لها.. هذا هو الانطباع الأول الذي يطغى عليك بمجرد دخولك إلى أروقتها..
هذه المحاكم تقع في الطابق الأول من البناء المسمى بالقصر البلدي في منبج، ومنذ دخولك الباب الرئيسي في هذا الطابق، وهو المؤدي إلى المحاكم، تأخذك سحابة كثيفة من الدخان في الممرات، بينما فلاتر السجائر تملأ أرض الكثير من غرف المحاكم التي لا تصلح إلا لأن تكون مستودعات للأثاث المستهلك. جدران قديمة ومهترئة ومحفرة، سقف مليء بالبقع الناجمة من تسرب المياه، دورات مياه لا تعمل، غرف مليئة بالطاولات والخزانات والأضابير المكدسة فوق الخزانات...إلخ.
قاضي صلح مدني منبج ينظر سنوياً بأكثر من أربعة آلاف دعوى، ويجلس مع مساعده العدلي في غرفة مساحتها عشرة أمتار تشغل الطاولات والخزانات أكثر من نصف المساحة.
رئيس ديوان المحكمة هو نفسه الكاتب بالعدل. سجلات سلف، ملفات أيتام، وكلها مهام بحاجة إلى أكثر من موظف. الخبراء يقومون بتسجيل السلف في سجل السلف وهم يقومون بصرفها في السجل أيضاً، طابع اللصيقة متوفر يومين أو ثلاثة في الأسبوع فقط وبدونه تقف حركة المحاكم. حتى النيابة العامة لانتظر في أي طلب دون طابع لصيقة.
أما عن الخبراء المحلفين، فأكثرهم موظفون في بلدية منبج، وسنكتب لاحقاً عن كيفية إتمام عملية إجراء الكشوف.
الخلاصةً، فإن المحاكم في مدينة منبج بحاجة إلى مبنى جديد خاص بالقضاء، ليستوعب الكم الهائل من الدعاوى والمراجعين، كون المبنى الحالي صغيراً جداً لا يفي بحاجة الموظفين والمواطنين.
■ علي الياس