سطوة (ولاد الشوارع) في السويداء.. إلى أين؟

سطوة (ولاد الشوارع) في السويداء.. إلى أين؟

ألا يحق لنا أن نسأل من الذي يريد أن يخيّر أبناء السويداء بين البقاء على الهدوء والأمان والاستقرار والأسعار المجنونة  لحيتان المال وكبّار التجّار، وبين تلقي المصير الدامي الذي حظيت به محافظات أخرى من قتل وتدمير وتشريد وتهجير..؟!

لسان حال أبناء السويداء هذه الأيام «نخشى أن نصل إلى وقت تسقط فيه هيبة الدولة لتحل محلها هيبة أولاد الشوارع»! أولاد الشوارع الذين يحاولون أن يكونوا سلطة بديلة عن الدولة، سلطة مكونة من تجار الأزمات وزعران ولاعبي السيرك ذوي الدراجات النارية أصحاب المهمات المشبوهة ومن يقف خلفهم.

جُلّ هؤلاء من المنفلتين من جيل الشباب وأصحاب السوابق المحسوبين على بعض المتنفذين من ذوي السلطة في المحافظة، والذين استفحل استهتارهم بسلامة المواطنين وأمن البلد، حيث أمسى قتل الناس بالنسبة لهذا البعض كشربة الماء، يذبحون بدم بارد لأنهم فوق القانون ولا تعنيهم الإنسانية، وجُلّ ضحاياهم من الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة في زمن بات يغلب عليه الفلتان الأمني والعبث بالسلم الأهلي، من خلال السرقة والنهب والسلب المسلح وانتشار عصابات الجريمة المنظمة، في ظل غياب جهاز الدولة عن حماية لقمة عيش الفقراء وأمنهم وكرامتهم بحجة عدم تفجير الأوضاع الهادئة في المحافظة! 

الجريمة التي تسبق المحظور 

الشاب ريان يقتل بدم بارد في حديقة عامة على عينك يا تاجر على مرأى من الناس، وعدة طعنات أثخنت جسد المغدور وكانت السبب الرئيسي لخروج الشباب من أصدقاء المغدور وأقربائه في مظاهرة غاضبة تطالب بإنزال أشد درجات العقوبة بالجناة ألا وهي الإعدام، وبتدخل جهاز الدولة لنصرة المظلومين ولحماية السلم الأهلي ومنع الصدام الأهلي مع الدولة الغائبة عن إدارة شؤون الناس، الغياب الذي أدى لانتشار الفلتان الأمني الذي يعد شكلاً من أشكال الحرب التي تحرق المحافظة من الداخل بعد أن ظلت عصية على من يريد احتلالها من الخارج من أعدائها.

وحتى لا يقع المحظور يطالب أهالي السويداء المسؤولين، الموكلين بحماية لقمة عيش ودم المواطنين وأمنهم وكرامتهم التي تساوي كرامة وأمن الوطن، بالتدخل لحماية السلم الأهلي ومنع الصدام الأهلي وإعادة الاعتبار والهيبة للدولة عبر تنفيذ العقوبة العادلة بحق الجناة، ورفع التغطية عن مساوئ هؤلاء المنفلتين والبعيدين عن أيدي الرقابة والقانون ومحاسبتهم على نتائج أعمالهم، وكشف من يقف خلفهم ويحميهم على حساب أمن وكرامة الناس الفقراء والوطن التي يفترض أن تكون فوق كل اعتبار.