السكن الجامعي «الحلبي» فندق بلا نجوم..
عندما نذكر فندقاً بثلاثة أو أربعة نجوم فهذا يدل على أنه فندق من النوع الفاخر ومستعد بكل طاقته لخدمة المقيمين فيه، أما عندما نذكر فندق عادي وبلا نجوم فهذا يعني على أنه من النوع الرديء، ولا يستطيع المرء أن يقيم فيه أكثر من ليلة واحدة، هذا إذا استطاع إكمالها،
وهو حال السكن الجامعي في مدينة حلب التي تعد من الجامعات الهامة في القطر، فلو نظرنا في بداية الأمر إلى روتين التسجيل للحصول على السكن الجامعي لوجدناه أسوأ من فوضى الأفران في وقت الزحمة، فمن يملك على رأسه ريشة يحصل على سكن دون خوض المعارك في الزحمة، ومن لا يملك إلا رحمة ربه يبقى طيلة الأسبوع يتحمل المشاق ليحصل على حقه في السكن، ناهيك عن استهتار الموظفين وتوجيه الإهانات للطلاب. فينتهي التسجيل ويدخل السكن حيز التنفيذ باختيار الطلاب الذين سيسكنون غرفة واحدة والتي تكون أشبه بعلبة الكبريت، ويكون عدد الطلاب أربعة أو خمسة، فكيف لهولاء أن يجتمعوا بالمأكل والنوم والدراسة في غرفة صغيرة كهذه، والتي لا تتسع لأكثر من شخصين؟
عند اختيار الطلاب يكون الاختيار بشكل عشوائي، مما يتطلب فترة زمنية طويلة كي يتأقلم الطلبة مع بعضهم، وخصوصاً الطالبات، لأن الشاب بحكم ظروفه منفتح أكثر من الفتاة، وعندما يمتلئ السكن ويفيض عن حاجته، ويكون التسجيل هنا قد انتهى يحرم الكثير من الطلاب الذين هم بحاجة حقيقية للسكن من هذه الميزة، بعد أن يستأثر بها أصحاب المحسوبيات، أما ما يتبقى من شواغر كثيرة غير مسكونة، فيبيعها المشرفون والمشرفات، وكذلك الطلاب الذين حصلوا على السكن وهم ليسوا بحاجة له، بسعر عال..
ويا ليت هذا السكن سكن حقيقي يليق بجيل المستقبل، فهو يعج بالأوساخ بسبب إهمال عمال التنظيفات، والحقيقة أن عدد القطط يتجاوز عدد الطلاب فيه. والخطير في الأمر أن الطالبات يعانين من موضوع النظافة أكثر من الطلاب، لأن المشرفة تطلب منهن التنظيف مهددة بحرمانهن من السكن في العام القادم، وكأنما لا توجد عاملات تنظيفات، ناهيك عن الشتائم والإهانات الموجهة لهن، وكأن أمامها قطيع من الغنم وليس طالبات جامعة!.
عدا ذلك، هناك موضوع انقطاع الماء، فالطلاب يواجهون مشكلة كبيرة نتيجة انقطاعه الدائم، حيث يجبرون حينها على التنقل من وحدة لوحدة بحثاً عن الماء، أما التدفئة فمعطلة بشكل كامل دائماً، وهيهات من أذان صاغية لشكاوى الطلاب..
وأخيراً مع مقدمات كهذه، فإن جو الدراسة يصبح معدوماً نهائياً، خصوصاً إذا أضفنا إلى كل ما سبق الفوضى والضجة التي يسببها بعض الطلاب الذين لا يمتون للعلم والأخلاق بأية صلة..
فأين أنت يا إدارة الجامعة من كل هذه المعاناة، وكيف للطالب أن يقدم مستوى جيداً في الدراسة، وهل سيفكر بحل كل هذه المشاكل أم سيفكر بدراسته؟؟
المعاناة كبيرة وشكاوى الطلاب كثيرة.. ولا حياة لمن تنادي!