معالجة «الخطأ بخطأ» في نفق الأمويين.. فهل هذه «صيانة» فعلاً!
بعد وصول نفق الأمويين في دمشق، إلى حالة مزرية، من ناحية الشكل على الأقل، أعلنت محافظة دمشق أنها بصدد «عمليات صيانة» نتيجة الضرر الحاصل، الذي اتهمت به السائقين، بحجة أن «الحوادث الناجمة عن السرعة الزائدة أدت إلى إزالة طبقة الغرانيت والشبكة الحديدية التي تحمله بشكل كامل، إضافة لتحطم الأطاريف المحيطة بجدران النفق»، الذي لا يتجاوز طوله الـ 500 متراً!.
حتى اللحظة، لم يفهم العديد من السائقين السبب وراء قيام محافظة دمشق بأعمال «الصيانة تلك» وخاصة بما يتعلق بوضع مخمدات السرعة عند بداية النفق دون الاكتفاء بوضع الكاميرات واللوحات، ملقين اللوم بالحوادث المتكررة على أخطاء تصميمية أساسية في النفق، منها انعدام الرؤية عند الانعطاف، أي أنه عند المنعطف يجب أن يرى السائق بوضوح، فعندما يكون المنعطف قاسٍ كحال نفق الأمويين، تكون الرؤية معدومة، إضافة إلى أن الغرانيت يعكس الأضواء بصورة مؤذية.
ومنذ الأيام الأولى لافتتاح النفق عام 2004، توالت حوادث اصطدام السيارت بجدران النفق، خصوصاً في الاتجاه الذي يصل بين أوتوستراد المزة مع شارع شكري القوتلي، وذلك لعدم وجود ميول هندسية كافية وخاصة عند الأكواع والمنعطفات الأفقية، ما تنفيه محافظة دمشق جملةً وتفصيلاً مؤكدةً أن التصميم سليم ولا يحوي أي عيوب.
معالجة الخطأ بخطأ!
وبالنسبة للسائقين الذين التقتهم «قاسيون»، فإن «أعمال الصيانة التي قامت بها محافظة دمشق غير واضحة الأهداف حتى الآن، وليست ذات جدوى، خاصة أن العيوب الأساسية (تصميمية) ولا علاقة لها بسرعة السائقين»، على حد تعبيرهم، وراح بعضهم إلى اتهام المحافظة بأنها زادت من احتمال وقوع الحوادث أكثر من السابق، عندما وضعت مخمدات السرعة عند مدخل النفق من جهة أتوستراد المزة.
وأكد السائقون أن «مخمدات السرعة وضعت عند بداية الانحدار، ما يعني أن السيارة التي تكون قد بدأت بكبح سرعتها لن تكون ضمن مجال رؤية السائق القادم من الأتوستراد، وأيضاً، ولن يستطيع السائق تقدير سرعة المركبة التي سبقته، وهذا يؤدي إلى حوادث كثيرة».
وأيضاً، اشتكى السائقون من وضع مخمدي سرعة وراء بعضهم البعض، من ضمنهم مساحة من حجر اللبون «قد تسبب أضراراً بالسيارات وعجلاتها، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة» وفقاً لحديثهم.
ويبدو أن محافظة دمشق استخدمت ذريعة السرعة الزائدة، للمباشرة بأعمال صيانة «شكلية» للنفق بأقل تكاليف ممكنة، بعد أن بات مظهره غير لائقٍ نتيجة تحطم الغرانيت سيء الجودة، في أماكن مرتفعة ومنخفضة، أي أن ذلك ليس ناجماً بالضرورة عن اصطدام السيارات بها، كما روجت.
الطينة الرخيصة بدلاً من الغرانيت!
والدليل على ذلك، ما قاله صراحةً مدير الصيانة بالمحافظة، عادل الأزهر، إضافة إلى مدير هندسة المرور عبد الله عبود، بأن جدران النفق ستكسى «بالطينة الإسمنتية الخشنة أو البلاستيكية» نظراً لسهولة تنفيذها وكلفتها البسيطة، أي أن المحافظة أهدرت الملايين في كسوتها السابقة التي لم تكن مجدية وتحوي عيوباً معينة لم تفصح عنها، وخاصة وأن الغرانيت الذي وضع على جدران النفق، كان قد ركب على سكك حديدية بفارق سنتمترات عن الجدران، أي أنه قابل للانكسار عند تعرضه لضغط بسيط من المنتصف، بينما سقطت بعض القطع بشكل كامل من تلقاء نفسها، عدا عن أن كلمة «غرانيت» التي تستخدمها المحافظة غير دقيقة، بحسب أحد الخبراء، فالنوع المستخدم هو «سيراميك سيء الجودة» على حد تعبيره.
وبالتالي، أعمال الصيانة التي مازالت تقوم بها محافظة دمشق تبقى «شكلية» كونها لم تعالج العيوب التصميمية، في حين أكدت مصادر من محافظة دمشق لـ «قاسيون»، بأن أعمال الصيانة قد تأخذ وقتاً طويلاً نتيجة الحاجة إلى استخدام النفق، وعدم القدرة على قطع الطريق سوى أيام الجمعة.