موجة غلاء جديدة تجتاح السوق..

خاب اعتقاد المواطن مرة جديدة بأن الأسعار التي ارتفعت بسبب موجة رمضان وما بعده من مواسم سوف تثبت على الأقل إلى أمد غير قريب، ولكن المفاجأة التي يدخرها له التجار وسادة السوق في أن اعتقاده ليس في مكانه، فالسوق شهدت في الأيام الأخيرة موجة جديدة من الغلاء لم تكن في توقيتها باستثناء موسم (المكدوس)، مع تبريرات معتادة من التجار، وغياب تام للرقابة التي أمست من عهد خلا.

 

العالمية علتنا

صاحب محل بيع الجملة يقول إن السبب في ارتفاع أسعار الزيوت والمعلبات ليس محلياً، وقد شهدت هذه المواد في الآونة الأخيرة مجموعة من العروض على مبيعها كانت ممتازة بالنسبة للمستهلك من ذوي الدخل المحدود.

الزيوت النباتية شهدت ارتفاعاً كبيراً ومفاجئاً على أسعارها، فصفيحة زيت (الأونا) وصل سعرها إلى 260 ليرة بعد أن كانت قبل أيام 230 ليرة فقط، بزيادة 30 ليرة، أما المعلبات فعلى سبيل المثال كان سعر كل ثلاث علب من مادة (الطون) ماركة (ليو) 135 ليرة، ثم فجأة صار سعرها 165 ليرة.

أما عن حجة صاحب محل بيع الجملة فهي بالتأكيد غير صحيحة، فالزيوت تشهد إقبالاً على استهلاكها بسبب موسم المكدوس ليس إلا، وهذا ما أدى إلى استغلال هذا الموسم من الجشعين أبشع استغلال، ومن المتوقع أن لا يعود السعر إلى حاله حسب عادتنا السورية المستجدة.

بورصة السكر

السكر وصل إلى 55 ليرة للكيلو غرام في قرى ريف دمشق، أما في المحلات فيباع بـ 50 ليرة، وعند أصحاب الجملة فيهتز سعره عند حدود 45 ليرة، وكالعادة سيكون المبرر غير محلي، أما النتائج فهي محض محلية على المواطن فحسب رغم جرعة التموين الأخيرة من السكر الأحمر.

(مفركة) بطاطا

تعد البطاطا من أهم الوجبات السورية وأشهرها، وهي تشكل عماد الغذاء لمواطنينا، وتؤكل مقلية ومسلوقة ومطبوخة، ولكنها بالوقت نفسه من أكثرها إشكالية بسبب صعود سعرها وهبوطه، وما خلقته من جدل وصل إلى الوزارات المعنية بزراعتها وتصديرها.

البطاطا عادت إلى أسعارها المرتفعة فوصلت إلى 40 ليرة للكغ، بعد أن تراوحت بين 20- 25 ليرة، مشتركة مع البندورة التي تؤكل معها بالسعر نفسه، لكن البندورة تزيد عليها في علتها هذه المرة، فالسوق تزدحم بصناديق البندورة السيئة، ويتردد بين الناس أن الموسم ضربته دودة مجهولة جعلها متشققة وصفراء، بينما يهمس البعض أن الجيدة تذهب إلى التصدير.

موسم بحق

الباذنجان المادة الأساسية في مونة الشتاء، بالإضافة إلى توابعه التي تشكل بمجموعها (المكدوس)، يصعد ويهبط بحسب السوق والمصدر، في أسواق دمشق يتراوح  سعره بين 20-30ليرة للكغ، أما في دوما بين 8-12 ليرة والسبب كما يدعي البعض أن مياهه ليست نظيفة، أما توابعه من الفليفلة فمنها الجاهز المطحون، و(على حبته) وسعر الكغ بين 25- 35 ليرة، وأما الثوم فيتراوح بين 100- 200 ليرة، عدا عن الجوز الذي له سوقه البلدي والمستورد، البلدي بسبب انخفاض إنتاج موسمه بين 550-700 ليرة، أما الأوكراني بين 375- 450 ليرة.

وليكون موسماً بحق لا بد من بعض الزيت البلدي الذي تباع صفيحته بأسعار مختلفة تتراوح بين 3000- 4500 حسب مصدرها، وكمية الزيت الحقيقي فيها، وبهذا يكتمل الموسم حيث تكلفة مونة المكدوس تكلف ما لا يقل عن 5000 ليرة لأسرة من خمسة أشخاص.

الهاجس القادم

لم تسعفنا السماء حتى الآن بما يجعل من هاجس الشتاء ملحاً رغم همهمات متلكئة عند البعض عن المازوت، وإمكانية أن تقوم الحكومة بدفع جرعة دعم مادية وإن كانت قليلة.

هذه الهمهمات يقابلها صمت حكومي وصل إلى التطنيش، مع وعود بزيادة على أجور الموظفين قد تدع باب الدعم مغلقاً حتى يغادرنا الشتاء.

 

آخر تعديل على الأحد, 06 نيسان/أبريل 2014 19:21