مأساة «مخطوف».. برسم السيد وزير الداخلية؟

مأساة «مخطوف».. برسم السيد وزير الداخلية؟

الأزمة الشاملة التي يعيشها مجتمعنا السوري ألقت بظلالها على مختلف شرائح المجتمع السوري ولم يبق منزل أو أسرة سورية بدون قصة حزن أو معاناة أو مأساة تحدث للأسرة السورية على اختلاف مواقعها ومشاربها وأفرزت الأزمة السورية آلاف القصص والحكايا اليومية التي تجسد آلام الشعب السوري ومأساة المخطوفين تكاد تكون من أكثر القضايا التي أثارت ألماً ووجعاً لدى السوريين.

وها هو الشرطي «محمد خليل أحمد» من محافظة طرطوس يشكو إلى صحيفة «قاسيون» قصة معاناته، حيث تحدث بألم ووجع عن معاناته من جراء الخطف الذي تعرض له في المخفر الذي يخدم فيه بمخفر «القادرية» التابع لمنطقة عين العرب بمحافظة حلب، وفيما يلي قصة معاناته:
«لقد تم الهجوم على مخفرنا وخطفنا من جماعات مسلحة أنا وأربعة من زملائي وعرفنا بعدها أن الجهة الخاطفة هي (لواء التوحيد)، ولقد تم اختطافي لمدة /28/ يوم من التعذيب الجسدي والنفسي وتم عرضنا بمقاطع فيديو على أكثر من قناة فضائية، وفيما بعد تم عرضنا على ما يسمى (محكمة شرعية)، وأطلق سراحي ودخلت بعدها مشفى الباسل بطرطوس للمعالجة وحضرت بعدها إلى مقر قيادة شرطة طرطوس ونظمت ضبط شرحت فيها ملابسات خطفي بتاريخ 6/8/2012- رقم الضبط /96/.
وفيما بعد حضرت إلى الأمن الجنائي بطرطوس وتبيّن أنه لا يوجد أي مذكرة بحقي، وطالبت قيادة شرطة طرطوس بنقلي إلى المحافظة أو إلى أي منطقة آمنة، ولكنهم أجابوني بأنه يجب التحاقك بقطعتك بحلب- رغم معرفتهم بأن الوصول إلى مكان خدمتي هو مستحيل بسبب سيطرة المسلحين عليه-.
وراجعت قيادة الشرطة أكثر من مرة لشرح مشكلتي ولكن الرد كان دائماً (هاد مو شغلتنا، التحق بقطعتك). وفوجئت بعدها أن راتبي قد تم توقيفه بحجة أنني متخلف عن الخدمة، فماذا أفعل إذا كان الموضوع خارج إرادتي، ورغم خدمتي لخمس سنوات بإخلاص وخطفي وتعذيبي جرت معاقبتي بشكل ظالم خارج أي منطق، فكيف يتم قطع راتبي واعتباري متخلفاً ولدي كل الإثبات بأنني تعرضت للخطف؟ والآن ماذا أفعل إذا كان مكان خدمتي تحت سيطرة المسلحين؟!
ولقد شرحت وضعي لقائد شرطة طرطوس لكي يتم نقلي إلى طرطوس أو إلى أي منطقة آمنة ولكن بدون جدوى، وأنا الآن أعيش مأساة حقيقة علماً بأنني المعيل الوحيد لأسرتي لأن إخوتي الآخرين يخدمون بالجيش العربي السوري.
ولهذا أتوجه عبر صحيفة قاسيون المحترمة إلى كل الجهات المعنية لمعالجة مشكلتي ولكم كل الاحترام والتقدير».