على وقع ارتفاع الأسعار... ريف دمشق مهدد «بكارثة إنسانية»
علي حسين علي حسين

على وقع ارتفاع الأسعار... ريف دمشق مهدد «بكارثة إنسانية»

يعاني بعض المدنيين الذين مازالوا يقطنون داخل المناطق «الساخنة» في محيط دمشق وريفها، مما وصفوه «ازدراء الوضع المعيشي»، نتيجة الظروف الأمنية والحصار على تلك المناطق، ما أثر سلباً على إمكانية مواصلة حياتهم كما المعتاد، أو ضمن السبل التي كانت متاحة بصعوبة وبدأت تضيق أكثر.

وبعيداً عن الوضع الأمني المتردي في تلك المناطق، وقلق المدنيين من احتدام الأوضاع بين الحين والآخر، طفت على السطح معاناة ليست بالجديدة، إلا أنها بدأت بالتفاقم مؤخراً، فعدا عن صعوبة تأمين المواد الغذائية واللازمة للمعيشة، فُقدت مواد هامة وضرورية للحياة اليومية، بينما تفاقمت أسعار مواد أخرى حتى وصلت حدود «الخيال».
ملامح أزمة «إنسانية» في قدسيا
صحيفة «قاسيون» تواصلت مع بعض سكان هذه المناطق عبر اقاربهم أو بشكل مباشر، وقد تبيّن مؤخراً بروز ملامح معاناة «إنسانية» قد تصيب منطقة «قدسيا» بدمشق، حيث اشتكى بعض سكان تلك المنطقة من أنهم «يعانون من عدم السماح لهم بإدخال المواد الغذائية، وقد فقدت مواد عديدة، ما زاد من أسعارها عبر السوق السوداء».
وأضاف المواطنون أن «الخبز فقد بشكل نهائي والمخابز في المنطقة متوقفة، وقد فقدت الخضروات أيضاً، وهناك مخاوف من فقدان مادة المازوت مع قدوم فصل الشتاء».
وأكد المواطنون أن «معاناتهم هذه جاءت نتيجة إغلاق الطرقات وعدم السماح لدخول المواد الغذائية والخضراوات إلى المنطقة من تاريخ 14/10/2013 حتى تاريخ اليوم».
وبحسب الشكوى المقدمة من أهالي المنطقة، كانت قائمة أسعار المواد المتوفرة حتى اليوم كالآتي: :
السعر    المادة
225    رز
900    زيت زيتون
450    زيت قلي
800    سمنة
600    الفروج المثلج
2300    لحم الغنم
1600    لحم العجل
1300    حليب أطفال
1300    قهوة
1800    شاي 1ك
160    سكر
3000    الغاز

ورق العنب بدلاً من الخبز في المعضمية
ريف دمشق، كان وضعه أكثر مأساوية من منطقة قدسيا، وأكد بعض المواطنين هناك، أن «كارثة إنسانية» قد تحدث قريباً، خاصة بعد فقدان العديد من المواد الهامة، ووصول أسعار مواد أخرى إلى حد «الجنون».
وفي المعضمية بريف دمشق، وصل سعر ربطة الخبز الواحدة إلى 6 آلاف ليرة إن توفرت بحسب مواطنين، الذين أكدوا بأنهم «يأكلون فتات الخبز إن وجد، او يستبدلونه بورق العنب المبلل بالماء» مشيرين إلى أن« الخضراوات والبقوليات متوافرة  وبسعر متدنٍ لوجود بعض المزارع في المنطقة».
وأضافوا أن «سفرة الطعام لدى أهالي المعضمية تقتصر حالياً على الزيتون والزيت والمكدوس، أما باقي المواد فهي غائبة منذ قرابة الشهرين، وقد يتوفر بعضها عن طريق مهربين لكن بأسعار مرتفعة جداً».
أسعار «خيالية» في غوطة دمشق الشرقية
وفي غوطة دمشق وبعض مناطق دمشق الجنوبية، كانت الأوضاع المعيشية «مأساوية»، فبعد أن كانت هذه المناطق تتغذى عبر منتجات المزارع المتواجدة في بعض البلدات، أضحى «استمرار الحياة” هناك “صعباً جداً ويهدد بكارثة إنسانية»، وذلك بعد «احتراق عدة مزارع وذبح أغلب الأبقار التي كانت تغذي الغوطة بالحليب واللحوم، واقتراب استهلاك ما تبقى منها».
وبحسب ما حصلت عليه «قاسيون» من قائمة للأسعار في مناطق «مخيم اليرموك، ويلدا، وببيلا، والحجر الأسود، وبيت سحم، والحسينية، وحجيرة»، كانت الأسعار كالآتي (مرفق الجدول رقم ١)
نشرة أسعار دمشق «تؤزم» الأوضاع
وفي سياق آخر، أصدرت «مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك» بدمشق، نشرة أسعار الخضار والفواكه، ونشرة أسعار الفروج والبيض في «محافظة دمشق»، إلا أن العديد من المواطنين اشتكوا من عدم التزام التجار بهذه الأسعار، وأن بعض الأسعار بحسب النشرة فاقت سعر السوق، فيما وصفوه بعدم «جدوى» هذه النشرات السعرية التي «تؤزم» الأوضاع بدلاً من حلحلتها.
وحددت نشرة  مديرية التجارة بدمشق، سعر البندورة بكافة أنواعها نخب أول بـ85 ليرة للمستهلك، ونخب ثاني بـ 70 ليرة، ونخب ثالث بـ60 ليرة، كما حددت سعر بطاطا سبونتا أو دراجا نوع أول بـ «سعر 135 ليرة، ونوع ثاني بسعر 110 ليرة، وحددت سعر خيار بلدي نخب أول بسعر 110 ليرات ونوع ثاني بـ 90 ليرة».
وحددت المديرية سعر باذنجان بيض عجل نوع أول بـ90  ليرة، ونوع ثاني بـ70 ليرة، وباذنجان أسود نوع أول بـ 120 ليرة، ونوع ثاني بـ 100ليرة، وسعر كوسا بلدية نوع أول بـ155  ليرات، ونوع ثاني بـ 120 ليرة، وسعر البصل الأخضر- الفجل بـ10  ل.س، والفليفلة الرقيقة بـ110  ل.س، والفليفلة الحلوة بـ75  ل.س، والثوم اليابس نوع أول بلدي بـ 175 ل.س، والثوم اليابس الصيني بـ 215 ل.س.
وبالنسبة للفواكه، حدد سعر التفاح نوع أول بـ 180 ليرة ونوع ثاني بـ155  ليرة، كما حددت سعر عنب حلواني نوع أول بـ 150 ليرة، وبرتقال أبو صرة بـ65  ل.س، وكرمنتينا نوع أول بـ75  ل.س، ونوع ثاني بـ 50 ل.س، والليمون الماير الأخضر بسعر 75 ل.س.
كما حددت المديرية في نشرة منفصلة، أسعار الفروج وأجزائه والبيض، وحددت سعر الفروج الحي بـ 485 ل.س/كغ، وكيلو الفروج المذبوح المنظف بدون رأس ورئة بـ 675  ل.س.
أما كيلو سودة الفروج فسعر الكيلو منها 750 ل.س، وكيلو القوانص بـ 175 ل.س، وكيلو الشرحات بدون عظم بـ1250  ل.س، وكيلو الدبوس بـ750  ل.س، وكيلو فخاذ وردة مع عظمه بـ650  ل.س، وبدون عظمه 750 ل.س.
فيما حددت النشرة سعر الجوانح بـ 475 ل.س/ كغ، وكيلو الفروج المشوي بـ1250 ل.س، وكيلو الفروج المسحب بـ 1300 ل.س، والبروستد بـ 1350 ل.س/كغ، وكيلو الفروج المشوي على الفحم بـ1300  ل.س.
وسعر نصف الفروج المشوي بـ625  ل.س، ونصف الفروج البروستد بـ675  ل.س.
كما حددت مديرية دمشق سعر صحن البيض وزن 1801غ فما فوق بـ 700 ل.س، وسعر صحن البيض وزن 1651-1800 غ بـ 695 ل.س، وصحن البيض من وزن 1501-1650 غ بـ 690 ل.س، والصحن بوزن  1231- 1500غ بـ685  ل.س، والصحن بوزن أقل من  1230غ بسعر 680 ل.س.
وتعاني سورية من حصار اقتصادي «خانق» طال معظم نواحي الحياة، ما أدى إلى فقدان مواد غذائية هامة بين الحين والآخر، أو ارتفاع أسعارها نتيجة ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي في السوق السوداء.

آخر تعديل على الإثنين, 28 تشرين1/أكتوير 2013 13:06