إغضاب قوى الفساد أسهل من إرضائها

إغضاب قوى الفساد أسهل من إرضائها

على لسان أحد شعراء الشعر الشعبي في السويداء «يا وطناً أمنك ساب... النتائج لها أسباب... بعد القتل استشرى الخطف وفينا تحكم شرع الغاب»

إنها السويداء بعطالها وكساء وحيها الفقراء تعيش على صفيح ساخن في أتون الأزمة وتداعياتها في مواجهة تجار الأزمات ذوي المليارات المنهوبة من لحم ولقمة الشعب والتراخي الأمني المعتمد في معالجة قضايا المخطوفين، وغياب الرقابة الصحية عن المواد الغذائية المنتهية الصلاحية والتي بيعت جهاراً نهاراً في خيم تجار الاحتكار والنهب، و على مرأى الأجهزة الأمنية التي تلحظ الإرهاب المسلّح وتتعمد غض الطرف عن إرهابي وقناصي لقمة ودم السوريين الفقراء في السويداء.
أهالي قرية «عراجه» بلدة العريس حلوا ضيوفاً في قرية «الكسيب» بلدة العروس، وبعد تناول طعام الغداء واجب الضيافة المؤلف من اللحم والبرغل والملحية أصيب كل من حضر العرس وتناول الطعام بحالة تسمم وانقلب العرس مجزرة جماعية فقد وصل مشفى السويداء 152 حالة تسمم أعراضها السريرية إقياء وإسهالات شديدة بين الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين استقبلتهم جميع أقسام مشفى السويداء.
مجزرة جرثومة «السلومينا»!
توجه فريق طبي إلى قرية «الكسيب» لفحص الحالات الكثيرة التي تعذر إسعافها للمشفى مما أدى إلى وفاة شخصين الأول مسن مصاب بنقص تروية بالقلب والآخر شاب مقعد. ونتيجة التحاليل تبيّن وجود جرثومة «السلمونيا» في لحم إحدى الذبائح غير المراقبة صحياً.
وقبل أن يتهمنا البعض بالتهويل الإعلامي والتضخيم لهذه الحادثة من أصحاب تفسير الأمور على أنها «المؤامرة حتى نقي العظم»، والمصرّين على عدم إغضاب قوى الفساد الكبير والليبرالية الذين فتحوا الأبواب على مصراعيها لدخول تلك المؤامرة، الحادثة الكارثية التي لا تحتاج لاستقالة وزير أو حتى مؤتمر صحفي لشرح حيثيات الموضوع كما يحدث في بعض الدول «الفاضية الأشغال والبال»، لكن أليس من حقنا أن نسأل من فتح حدودنا أمام جميع المهربات الطائفية ومنتجات الدول التي شاركت في حصار وذبح الشعب والجيش السوري العظيم، وسمح بدخول مواد غذائية فاسدة ومواشٍ مريضة غير مراقبة صحيا؟، أليس من حق حناجر السوريين الفقراء أن تصرخ كفى عبثاً بأمن الوطن وحياتنا وأرزاقنا وأولادنا..
سنبقى نكتب ونحارب بأقلامنا ولن نخسر إلا صمتاً وعجزاً سبكتهما قوى الفساد والتطرف والعنف والقمع. فإغضاب ومحاسبة الفاسدين الكبار أسهل من إرضائهم بتقديم فروض الطاعة العمياء..