من الذاكرة : الحرباء ولبوسها

من الذاكرة : الحرباء ولبوسها

كم من حملات موتورة استهدفت حزبنا منذ أن تأسس عشية الثورة السورية الكبرى عام 1924، وعلى مدى تاريخه كان الصخرة التي تحطمت عليها تلك الحملات المتخذة أشكالاً شتى، واللابسة كالحرباء لكل حالةٍ لبوسها، تطال جوانب عمله ونضاله لتشويه سمعته والنيل من مكانته وهيبته.

، ولتضليل جماهيره المتعاطفة معه لإبعادها عنه وزجّها في الخندق الطبقي المعادي

ولا يخفى على أي متابع لنضال الشعب السوري، ملتزم الصدق والواقعية، أن تلك الحملات المحمومة تشتد وتتعاظم كلما اشتد وتعاظم دور الحزب ونفوذه بين أبناء الشعب من الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم، ومن أمثلة العداء للشيوعية حملات اتهامات وافتراءات مختلفة، وإلصاقها زوراً وعدواناً برفاقنا وحزبنا، وما زالت الذاكرة الشعبية تحتفظ ببعضها من مثل «أن الشيوعيين كفار لا أخلاق لهم، وأنهم عملاء مأجورون للاتحاد السوفييتي، و معادون للوحدة العربية ومتنكرون للقضية الفلسطينية ... وغيرها الكثير».
لكنها جميعها وبالرغم من ضراوتها وأساليبها الخبيثة اللئيمة سرعان ما تهاوت مندحرةً أمام صواب أفكار الحزب العلمية الثورية، وصحة سياسته المعبرة عن مصالح الجماهير الشعبية، وأمام بسالة وتضحيات الرفاق في وجه الاحتلال والإقطاع والرأسمالية والرجعية والصهيونية، وفي وجه اليمين الحاقد المتربّص الفرصة للانقضاض والانتقام، وهذا ما عبّر عنه الشاعر بقوله:
وطني أعيذك من يمين خائن
مســــــــنونة أنيـــــــــــابه للردة
فعلى الخليج ممالك لمشــــــايخ
غرباء عن شعبي وعن قوميتي
قل للقصور ومن  بها من  فاسق
يجتر في نهم لــــــحوم العفـــــة
ويطوف بالبيت العتيق مخاتلاً
يقضي المناسك يا هوان الكعبة
إنا رضينــــــا النار تحرق وجهنا
في حرب طاعون وفاشستيـــــــة
واليوم يجابه وطننا معركة وحشية تستهدف إحراقه من الخارج ومن الداخل، وبخاصة من خلال الجبهة الاقتصادية ولقمة الشعب، ولا سيما بعد أن خضعت خلال العقد الأخير لتآمر قوى الفساد الكبير من حيتان ولصوص، و فتحت الساحة واسعة أمام اقتصاد السوق وشروط البنك الدولي، وانحسار دور الدولة كلياً عن تبني قضايا الجماهير وحمل جزء من همومها ومعاناتها.
وآخر هذه الحملات الحملة الإعلامية والسياسية التي رافقت «الاستجواب» في مجلس الشعب، وفشلها الذريع في الخداع وخلط الأوراق، و ارتدادها على صانعيها، بيد أنها كحملة مغرضة تشنها قوى الفساد الكبير في الدولة لن تتوقف وستتكرر وبأشكال مختلفة إلى أن يتبلور الحل السياسي القادم حتماً.
وهذا يتطلب إعادة نظر جريئة في بيان الحكومة الحالية وصلاحياتها وبنيتها، ويتطلب وجود وزارة وطنية قادرة على القيام بإجراءات جدية لوقف التدهور الحاصل، ومنع تهديم سورية بوجودها الجغرافي والسياسي.