"الجاني المجهول" أحرق ملايين الأشجار وعشرات الآلاف من الهكتارات؟!
سمير علي سمير علي

"الجاني المجهول" أحرق ملايين الأشجار وعشرات الآلاف من الهكتارات؟!

اعتباراً من ظهر يوم الأحد 20/11/2016 ولغاية يوم الأربعاء 23/11/2016 وطواقم الإطفاء تعمل ليل نهار على إخماد عشرات الحرائق الحراجية التي امتدت للعديد من القرى في ريف اللاذقية.

 

شارك في عملية إخماد هذه الحرائق بالإضافة إلى فوج إطفاء اللاذقية، أفواج إطفاء طرطوس وحمص وحماة ووحدتي إطفاء جبلة والقرداحة، وإطفاء الزراعة ومصلحة الحراج، بالاضافة إلى ثلاث سيارات إطفاء روسية بطواقمها قامت بالمؤازرة من مطار حميميم، كما كان لمساعدة الأهالي في تلك المناطق دوراً فاعلاً أيضاً على هذا المستوى.

كانت ملحمة بطولية في مواجهة كارثة كبيرة، اعتباراً من مواجهة النيران المستعرة، مروراً بإجراءات الإسعاف لمن تعرض من المواطنين لحالات الاختناق ونقلهم إلى المشافي، وليس انتهاءً بعمليات الإخلاء لبعض المنازل والبيوت من ساكنيها.

المواطنون والأهالي ما زالوا مصرين على وجود أصابع خفية وراء إشتعال الحرائق وافتعالها، كما على تكرارها وتواترها وتزامنها، بالإضافة لوجود شريحة مستفيدة من كبار التجار والمنتفعين والمستغلين والفاسدين، فيما ما زالت بعض الجهات الرسمية تصر على أن تلك الحرائق نتيجة لعوامل الطبيعة، أو أن الكهرباء المتسبب بها.

أعداد الحرائق الحراجية التي نشبت خلال العام الماضي وحده كانت أكثر من 500 حريق، حيث التهمت هذه الحرائق حوالي 19 ألف دونم، فيما كان عدد الحرائق في منطقة اللاذقية بين عامي 2001 و2011 قد بلغ 1039 حريقاً، وفي العام 2012 وحده كان هناك 257 حريقاً التهم بحدود 5 مليون شجرة، وأتى على مساحة تقدر بحدود 10 آلاف هكتار.

التفحيم ليس المتهم الوحيد خلف كل تلك الحرائق وامتداداتها، حيث هناك الكثير مما يمكن استغلاله من خروج بعض المناطق عن كونها أحراجاً أو غابات محمية، سواء بوضع اليد من قبل البعض، أو بتعديل الصفة لاحقاً من أجل المشاريع الاستثمارية.

وكأن هؤلاء المستفيدين والمستغلين والسماسرة والتجار والفاسدين، المجهولين رسمياً، أو ممن يُطلق عليهم «في التحقيقات الرسمية» "ضعاف النفوس"، مصرين على استكمال الدمار على المستويات كافة، فلم تكفهم كل الامتيازات التي حصلوا عليها عبر السياسات الليبرالية للحكومات المتعاقبة من أبواب النهب الواسعة، ليأت دورهم الأكثر فجاجة وقذارة على مستوى الحاضر والمستقبل بسلب الأجيال القادمة غابات وأحراج وأشجار عمرها مئات وآلاف السنين، في مسلسل زادت حلقاته خلال سني الحرب والأزمة بفعل الانفلات.

المادة منشورة كاملة في جريدة قاسيون- العدد 786 تاريخ 27/11/2016: إضغط هنا