لمّا الأغنياء يشحدوا علينا...
كل يوم بنفتح عيونا في بنقرا عن خبر هون وهونيك عن شي واحد من الأثرياء الناهبين وهو عم يتحفنا بتعاطفو مع البشر، وعم يقلنا أنو الكورونا ما بيميز بين فقير وغني، وأنو كل البشر لازم يتعاونوا مع بعض بهاللحظات الحرجة منشان ينجو. ومن ضمن هالدعوات صرنا نسمع عن حملات لم تبرعات، وحملات تنظيم مجتمع «أهلي» أو «مدني» لدعم الطبقات الفقيرة «هي طبقات مفقرة بالحقيقة بس ماشي».
هدول العلقات مشكلتن بهاللحظة ما بيعرفوا يتعلموا من حكمة «استتروا»، وبيكملوا بطرق مستفزة انشالله رح تكون هي فاتحة الختام بالنسبة الن ولنظامن الرأسمالي القاتل. رح ناخد مثال عنن اليوم جيف بيزوس، الملياردير اللي عم يتنافس مع بيل غيتس على لقب أثرى شخص بالعالم، ومالك الشركة الشهيرة جداً أمازون ووسيلة الإعلام الشهيرة واشنطن بوست، من بين ملكيات كتير ما بيعرف غير الله ينكشا وخاصة أنو بتتخبا قصداً لتتهرب من الضرايب والمسؤولية عن إلحاق الضرر بالمجتمع.
جيف بيزوس بلش بطريقة شحادة على موظفينو بشركة أمازون البالغ عددن 800 ألف موظف واللي عم يعانوا من الفقر وساءت أوضاعن بظل فيروس كورونا المستجد. أعلن بيزوس: «رح ننشأ صندوق إغاثة لأمازون بمساهمة أولية 25 مليون دولار أمريكي، يكون هدفو التركيز على دعم شركائنا المستقلين للتوصيل والسائقين عندون والمشاركين بأمازون فليكس والموظفين الموسميين، ضمن الضائقة المالية خلال هالأوقات الصعبة».
الصندوق رح يدعم كلا الموظفين والمتعاقدين من اللي عم يواجهو ضائقة مالية حول العالم بسبب الكوارث الطبيعية والظروف الشخصية، وكل شخص من هدول رح يكون مؤهل ليحصل على منحة تصل حتى 5 آلاف دولار.
وبحسب ما أعلن نائب رئيس الموارد البشرية بأمازون بيث غاليتي بطريقة بتقطع القلب وبتغرغر الدموع، فهنن كتير فخورين بالفرق تبعن حول العالم وبالطريقة اللي عم يرعو بعض فيا، وحكى عن تفاني الموظفين والشركة بخدمة الناس اللي ما رح تنقطع لأي سبب.
هلق لو أنو اللي أطلق هالحملة شي شخص حالم ومعرفتو بالاقتصاد السياسي قليلة من اللي بنسمع كتير من دعواتن عالفيس بوك وغيرا من التواصل الاجتماعي، كنا غالباً مرقناها وما حكينا. بس بيزوس يا جماعة الخير هو شخص يملك أكتر من 100 مليار دولار كسيولة، وبيطالع بالدقيقة أرباح وسطية 230 ألف دولار، وأمازون نفسها اللي عم يشحد عموظفيها قيمتا بتفوق ترليون دولار.
بس للحقيقة اللي بيعرف عن الشركة أكتر بيعرف أنو أمازون مشهورة بأنها تنافس كمان على لقب أسوأ رب عمل. يعني من النقط الشهيرة عن الشركة أنو وصلت لمرحلة تجبر العمال تبعا على لبس حفوضات للكبار أثناء نوبات عملهن منشان ما تخلين ياخدو استراحة حمام أو تدخين «حزين وواعي بيزوس والمدراء عندو». بالإضافة أنو كمان الشركة مشهورة بأنو ما بتوفر أماكن عمل آمنة لموظفينا وبتعاقبن كتير على أخطاء كان ممكن بشوية إنفاق زيادة تفاديا وما بتزودن بمياه شرب نظيفة.
وعفكرة عمّال أمازون عنجد فقراء. مثلاً وتبعاً لبيانات الشركة نفسها، فواحد من بين كل 3 بمكان متل أريزونا بأمريكا، يعني غرب مو دول نامية، مضطر يعتمد على الإعانات الغذائية من الدولة ليقدر يكفي أكل لآخر الشهر. وهادا الكلام مو بس بأريزونا، لأنو الشركة رغم حجما العملاق بتحتل المركز الخامس بالولايات المتحدة من حيث أنو موظفينا مسجلين وموافق علين ببرنامج المساعدات الغذائية اللي بتقدما الدولة. هادا الكلام بأمريكا، فمتخيلين المتعاقدين معن حول العالم وخاصة بدول أجهزتها ما بتحمي مواطنيها كما ينبغي «المتعاقدين هنن موظفين طبيعيين بس اسمن متعاقدين منشان ما يحصلو لا على ميزات وظيفية ولا تتحمل الشركة الأم مسؤولية عنن، يعني منشان تقدر تبيعن بالعزا بسلاسة وضمن القانون»؟
في وحدة كويسة اسما لينزي مكغوي، بروفيسورة بجامعة إيسكس ببريطانيا كانت عم تراقب صرلا فترة منيحة أعمال الإحسان الفجائية هي وكان عندا تعليق بيلخص منيح سببها. بتقول لينزي: «أعمال الإحسان من هادا النمط عم تستخدم بشكل واسع ومقصود لتشتت الانتباه وتحوّل العين عن الاستغلال الاقتصادي واللا مساواة اللي بيشكل سمة من سمات النظام الاقتصادي المعولم اليوم».
الله يجيرنا من الناهبين الأصغر من بيزوس، لأني متل مو شايفكن رح يبلشو على نطاق واسع يحذو حذو الثري الكبير، ويحطولنا أعمالو كدليل على أنن متقدمين ومتطورين بمجال العمل الشركاتي.