أبرز 3 نقاط في قمة البريكس
سيعقد الاجتماع العاشر لقادة مجموعة دول "البريكس" في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، بين 25 و27 يوليو الجاري. وسيشارك الرئيس شي جين بينغ في هذا الإجتماع للمرة السادسة على التتالي.
فما هي أبرز التوقعات من أعمال هذه القمة؟ يرى الخبراء أنه في ظل إستمرار الولايات المتحدة في ممارسة الأحادية والحمائية التجارية، فإن أعمال قمة جوهانسبرغ من المتوقع أن تركز بشكل غير مسبوق على قضايا العولمة. وستكون طرق المواجهة والتعاون البراغماتي بين أعضاء المجموعة، أهم نقط الإهتمام في جدول أعمال القمة.
أولا، معارضة الأحادية
يعقد قادة دول البريكس اجتماعات رسمية وغير رسمية كل عام، وفي الوقت الذي تشنّ فيه الولايات المتحدة حرباً تجارية على نطاق عالمي، باتت العولمة قضية لايمكن لقمة جوهانسبرغ تجاهلها.
في هذا السياق، ترى تشن فونغ يينغ، المديرة السابقة لمركز أبحاث الاقتصاد العالمي التابع لمعهد العلاقات الدولية المعاصرة،أنه في سياق موجة الأحادية والحمائية التجارية الأمريكية، فإن قضايا العولمة ستكون أكثر أهمية من أي وقت سابق، على جدول أعمال قمة دول البريكس في جوهانسبرغ.
من جهة أخرى، قال شيو شيو جين، الباحث المساعد والمدير التنفيذي لقاعدة أبحاث مجموعة البريكس التابعة لمركز أبحاث الاقتصاد والسياسة الدولية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: "إن النزعة الأحادية والحمائية للولايات المتحدة تمثل خلفية هامة لقمة جوهانسبرغ، خاصة وأن الحرب التجارية قد فرضت عدة تحديات على العالم. لذلك، فإن طرق مواجهة الحرب التجارية، ستمثل إحدى أهم النقاط المطروحة على طاولة النقاش في القمة."
وأشار عدة خبراء، إلى أن قادة مجموعة "البريكس"، سيطرحون خلال القمّة آرائهم وتصوراتهم، حول طرق مواجهة العولمة.
ثانيا: التطلع إلى نموذج براغماتي جديد في التعاون الصناعي متعدد الأطراف
ترى تشن فونغ يينغ: "ان قمّة العام الحالي، ستناقش النمو الشامل للثورة الصناعية الرابعة.إذ على مستوى التكامل الصناعي، بإستثناء الصين، تعد روسيا دولة متقدمة في الصناعات الثقيلة، وتمتلك الهند صناعة برمجيات متطورة. وهو مايتيح فرص التعاون البراغماتي على المستوى الصناعي. على غرار التعاون في مجال إنشاء المناطق الصناعية والتسهيلات الإستثمارية والتجارية، وطرح المشاريع التي تجتذب مختلف الأطراف."
ثالثا: نموذج "البريكس +" للتعاون
خلال قمة شيامن التي عقدت في عام 2017 ، نجحت الصين في تنظيم حوار بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية، حيث جذب نموذج التعاون "البريكس + "، إهتماما عالميا واسع. وخلال هذه القمة، ستقوم جنوب أفريقيا بعقد حوار على نمط "البريكس +" أيضا، وستواصل إجراء حوارات بين قادة مجموعة البريكس والزعماء الأفارقة، على أساس قمة ديربن لعام 2013. وهو ماسيثري نموذج التعاون "البريكس +".
وتعتقد تشن فونغ يينغ، أن تطوير النتائج التي خرجت بها قمة شيامن، سيمثل إحدى النقاط المهمّة خلال قمة جوهانسبرغ.
"حوار "البريكس +" يهدف إلى تعزيز التعاون بين أعضاء المجموعة والبلدان الأفريقية، وتوسيع التعاون مع الأسواق الجديدة والبلدان النامية، لاسيما في ظل مواجهة العديد من القضايا الأمنية، مثل القضية الإيرانية. ومع تغير الأوضاع الدولية، على المجموعة أن تعدل أهدافها أيضا." تقول تشنغ فونغ يينغ.
في ذات الإتجاه، رأى شيو شيو جين ان قمة جوهانسبرغ بجنوب افريقيا، ستعمق مخرجات قمة شيامن العام الماضي في العديد من القضايا. خاصة على مستوى نموذج الحوار " البريكس +".
في نفس الوقت، وخلال اجتماع شيامن في سبتمبر الماضي، قرر قادة دول البريكس تطوير شراكة استراتيجية أوثق وأوسع وأشمل، لخلق نسخة مطورة من تعاون "الدفع الثلاثي": التبادل الاقتصادي والتجاري والمالي، الأمن السياسي، والتبادل الإنساني. إضافة إلى ترسيخ مبدأ التعاون "البريكس +"، ورسم رؤية "العقد الذهبي" الثاني. ويمثل التعاون في المجال الإقتصادي والتجاري والمالي، والأمن السياسي والتبادل الإنساني، ثلاثة أعمدة رئيسية للتعاون بين دول البريكس.
"بالمقارنة مع العلاقات الاقتصادية، هناك أوجه قصور على مستوى التعاون، في الأمن السياسي والتبادلات الثقافية بين بلدان البريكس. لذا ستعزز القمة الحالية، التعاون في هذه المجالات. أولا ، سيتم إنشاء فريق عمل لحفظ السلام ، وسيصبح التعاون في المجال الأمني أكثر براغماتية. وفي ذات الوقت، سيتم تأسيس منتديات أخرى، لتعزيز التبادلات الثقافية بين الدول الخمس ". يقول شيو شيو جيون.
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني