القواعد الأمريكيّة في كوسوفو والأعمال الوحشية
زيفادين جوفانوفيتش زيفادين جوفانوفيتش

القواعد الأمريكيّة في كوسوفو والأعمال الوحشية

تتطلّب التوترات المتزايدة في العلاقات العالمية والأوضاع الساخنة للأزمات القديمة والجديدة، أن نوحّد جميع الجهود التي تبذلها جميع قوات السلام لإغلاق القواعد العسكرية، وتحديداً قواعد الولايات المتحدة والناتو حول العالم. إنّ قوى السلام في العالم ملزمة بإرسال رسالة واضحة بأنّ القواعد العسكرية الأجنبية للولايات المتحدة والناتو تمثّل أدوات للهيمنة والعدوان والاحتلال وأنّه يجب إغلاقها.

تعريب وإعداد: عروة درويش

فالسلام والتنمية الشاملة والقضاء على الجوع والبؤس يتطلبان إعادة توزيع النفقات التي تذهب لصالح القواعد العسكرية، لتذهب إلى الاحتياجات الإنمائية والتعليم والخدمات الصحية. لقد تبين بأنّ الوعود عن الاستقرار والسلام والعدالة التي ستسود العالم بعد الحرب الباردة هي مجرّد كلام غير مجدٍ.

في العقدين الماضيين، بدلاً من إغلاق القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة وللناتو في أوروبا، تمّت إحاطة القارة بسلسلة كاملة من القواعد العسكرية الأمريكية الجديدة في بلغاريا ورومانيا وبولندا ودول البلطيق. ونتيجة لذلك هناك قواعد عسكرية في أوروبا اليوم أكثر ممّا كان عليه الحال في ذروة الحرب الباردة. وأصبح بذلك السلم والأمن أكثر هشاشة، وباتت نوعية الحياة معرضة للخطر.

وقد بدأ هذا التطوّر الخطير في عام 1999 بالعدوان الذي قادته الولايات المتحدة ضدّ صربيا (جمهورية يوغسلافيا الاتحادية). في نهاية العدوان، أنشأت الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في الجزء المحتل من الأراضي الصربية: كوسوفو، وتمّت تسميتها «الرباط الحديدي – البوند ستيل BondSteel». وهي واحدة من أكبر القواعد الأمريكية من حيث الحجم والثمن، والتي تمّ إنشاؤها بعد حرب فيتنام. ولم تكن هذه القاعدة غير قانونية وحسب، بل أيضاً عمل وحشي من عدم احترام سيادة صربيا وأمنها الإقليمي ومبادئ القانون الدولي الأخرى. هناك خطّة موضوعة الآن لتوسيع قاعدة الرباط الحديدي وتحويلها إلى مقرّ دائم للقوات الأمريكيّة، ومحور «hub» للوجود العسكري الأمريكي في جنوب شرق أوروبا لأغراض جيواستراتيجية.

وهذا إن حصل فليس أكثر من تعزيز الاستعدادات الرامية إلى تعزيز المواجهات والحروب الجديدة، وتعزيز لهدر الطاقة والتنمية.