فشل جبهات الكيان الصهيوني الخارجيّة
كتب فيل بتلر مقالاً يحاول فيه فهم «التحركات الإسرائيليّة» في سوريا من جهة، وتحركاتها في أوكرانيا وجورجيا وروسيا من جهة أخرى. ولأننا ندرك تماماً بأنّ الكيان الصهيوني مجرّد دمية خلقتها المصالح الغربيّة، فأين يوجّه الكيان شطر وجهه فهناك مصلحة للغرب ولأمريكا. يقول الكاتب: «إنّ اجتماعات بيبي مع ترامب ودور لجنة الشؤون العامّة الإسرائيليّة الأمريكيّة «AIPAC» في فرض العقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشماليّة والدور الجيو-استراتيجي المستفز الذي تلعبه حكومة نتنياهو، تشكّل جميعها أدلّة على مسؤوليّة إسرائيل عن الفوضى».
ويشير المقال إلى الدور التخريبي التي لعبته إسرائيل في الحرب السوريّة بتعاونها مع المجموعات المسلحة، فيقول: «أقامت إسرائيل علاقات عمل براغماتيّة مع الجماعات المسلّحة التي لا تزال تسيطر في الوقت الحالي على الجزء الأكبر من الحدود: مثل مجموعة فرسان الجولان. يركّز هذا التعاون على معالجة المقاتلين الجرحى والمدنيين التابعين لهم، وعلى تقديم المساعدات الطبيّة والمالية. وهناك على الغالب تعاون استخباراتي معهم، رغم عدم مشاركة القوات الإسرائيليّة بشكل مباشر في المعارك إلى صفّهم».
ويحاول الكاتب فهم تحركات الكيان في روسيا ومحيطها عبر المجتمعات اليهوديّة والمجموعات المقربة منها والمرتبطة بها، فيقول: «وعند قراءة الدور الإسرائيلي بشكل أوسع، يتبيّن لدينا بأنّ إسرائيل لا تركّز ثقلها إقليمياً فقط. فعيون إسرائيل شاخصة على أوكرانيا والمجتمع اليهودي هناك، حيث نشرت صحيفة (Jerusalem Post) الإسرائيلية مقالاً عنهم تصوّر فيه مؤيدي روسيا هناك وكأنّهم نازيون. ثم فوجئت بأنّ القوقاز وجورجيا موجودتان أيضاً بشدّة على لائحة تغطية إسرائيل. فقد كتب ماهر خليفة زادة، وهو أحد قدامى {بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE} إلى كوسوفو عام 1999، في أيلول/سبتمبر 2014 تقريراً يُظهر فيه بأنّ الجيو-استراتيجيا الإسرائيليّة تقبع في قلب تلك الكارثة البعيدة عنها».
ويمكننا في هذا السياق فهم القرار الذي أصدرته المحكمة الروسيّة العليا في 20 نيسان 2017 بحظر نشاط جماعة شهود يهوه في الاتحاد الروسي وإغلاق مكاتبها الإقليميّة البالغ عددها 395 مكتباً، وتوجيه تهم إلى قادتهم بوصفهم «متطرفين دينيين»، وبأنّ نشاطاتهم «تشكّل تهديداً للمجتمع وللأمن العام».
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني